مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 29 أكتوبر 2025، تتزايد أهمية الأرقام التي تصدر عن مكاتب استطلاع الرأي، والتي تكشف عن حالة غير مسبوقة من الاستقطاب السياسي بين اليمين واليسار في هولندا، إلى جانب ارتفاع احتمالية التصويت الاستراتيجي لدى الناخبين.
نسبة المشاركة قد تغيّر المشهد
تشير التقديرات إلى أن نسبة الإقبال على التصويت ستبلغ نحو 77%، غير أن أي ارتفاع أو انخفاض ملحوظ عن هذا المعدل قد ينعكس بشكل واضح على بعض الأحزاب، خصوصًا تلك التي تتميز بقاعدتها الانتخابية المنضبطة أو المترددة في المشاركة.
“مغناطيسان سياسيان” يشدان الناخبين
بحسب محللين سياسيين، تلعب في هذه الانتخابات قوتان متعاكستان دورًا حاسمًا — أشبه بـ “مغناطيسين متضادين” — يتمثلان في رفض ناخبي اليسار لزعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز (PVV)، وفي النفور اليميني من زعيم تحالف GroenLinks-PvdA فرانس تيمرمانس.
ويُظهر الاستطلاع أن 52% من الهولنديين ينظرون سلبًا جدًا إلى احتمال أن يصبح فيلدرز رئيسًا للوزراء، مقابل 49% لديهم الشعور ذاته تجاه تيمرمانس.
التصويت الاستراتيجي يزداد
حوالي ربع الناخبين يقولون إنهم قد يلجؤون إلى التصويت الاستراتيجي — أي اختيار حزب لا عن قناعة، بل لمنع حزب آخر من أن يصبح الأكبر أو يدخل الحكومة.
ويبدو أن هذا العامل سيكون حاسمًا في الأيام المقبلة، خصوصًا على اليمين السياسي، حيث يفكر بعض ناخبي PVV بالانتقال إلى أحزاب أخرى مثل VVD أو CDA التي أعلنت صراحة رفضها الدخول في تحالف مع GroenLinks-PvdA، وذلك في محاولة لضمان قيام حكومة “وسط-يمينية”.
مناظرات حاسمة في الأيام القادمة
من المنتظر أن يكون مناظرة قناة SBS مساء الخميس ذات تأثير قوي على الناخبين اليمينيين، في حين يُتوقع أن تؤثر المناظرات التي تنظمها القنوات العامة لاحقًا على مواقف ناخبي أحزاب الوسط مثل CDA وD66 وGroenLinks-PvdA.
ويؤكد المراقبون أن الأيام العشرة الأخيرة قبل الانتخابات ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه النهائي، وسط منافسة ثلاثية غير مسبوقة على المركزين الأول والثاني بين PVV وGroenLinks-PvdA وCDA.
+ There are no comments
Add yours