في آخر اجتماع وزاري قبل العطلة الصيفية، اختتمت الحكومة الهولندية الحالية موسمًا سياسيًا مضطربًا، وُصف من قبل بعض المراقبين بأنه “الأسوأ في التاريخ الحديث”. تقرير تحليلي من صحيفة AD يلخص عامًا من الفوضى السياسية في أربع سمات بارزة.
- مناوشات سياسية وشكوك متبادلة
منذ بداية عملها، طغت على الحكومة أجواء من التوتر وانعدام الثقة بين شركاء الائتلاف، لا سيما تجاه حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD). أبرز مثال على ذلك إعلان رئيس الوزراء ديك سخوف تخصيص 3.5 مليار يورو لأوكرانيا دون التشاور مع باقي الوزراء، مما اعتُبر “مناورة فردية” منسقة مع فريق VVD.
عندما دفع حزب الحرية (PVV) بانهيار الحكومة، تصاعد التوتر إلى ذروته، وتحوّلت الأجواء إلى ما وصفه التقرير بـ”كل حزب لنفسه”. الفوضى التي أحاطت بقوانين اللجوء في اللحظات الأخيرة قبل عطلة البرلمان كانت أوضح تجلٍ لذلك، خاصة حين تجاوز حزب BBB اتفاقات الائتلاف وقدم مقترحاته الخاصة.
- اتفاقات مرتجلة خلف الكواليس
كثير من القرارات الحاسمة، كاتفاقات الموازنة، جرى التفاوض عليها في “غرف خلفية” دون مشاركة مسؤولي الوزارات أو الخبراء الفنيين. أشهر هذه الاجتماعات كان في أبريل، حين تفاوض القادة السياسيون لـ25 ساعة متواصلة على تعديلات مالية، خرجوا منها منهكين وفخورين، قبل أن تنكشف عيوب الاتفاق في التفاصيل الدقيقة.
أدى ذلك إلى أخطاء مكلفة، مثل تجاهل تحديث بيان صحفي بشأن مشروع بنية تحتية، أو اقتطاع غير مخطط له من ميزانية التعليم الطبي. حتى وزراء في الحكومة فوجئوا بخفض ميزانيات تابعة لهم دون علمهم، ما دفع أحدهم للقول: “لا أريد أن أعتاد على هذا النمط من العمل”.
- انهيار الأعراف السياسية في لاهاي
بدلًا من العمل كجسد واحد، تصرفت أحزاب الائتلاف الأربعة كجبهات متنازعة، تتبادل الانتقادات والاتهامات. وزراء من حزب PVV، كـ فلوير آخيما وكريس يانسن، تجاوزوا الخطوط الحمراء بتصريحات مثيرة للجدل حول الحجاب والمغاربة. وفي وقت سابق، أثارت وزيرة اللجوء مارجولين فابر جدلًا برفضها الاعتذار في قضية منح أوسمة تطوعية.
كما أن عملية التشريع نفسها أصبحت مرتجلة وغير شفافة، كما حدث في تعديل قانوني أُدخل في اللحظة الأخيرة يجرّم الإقامة غير الشرعية، دون مراجعة قانونية من مجلس الدولة أو نقاش برلماني موسّع – تمريره تم بسبب غياب عدد من النواب الذين كانوا يشاركون في احتفالات كيتى كوتي.
- الكلمات أصبحت قنابل سياسية
التصريحات العامة للسياسيين كان لها وقع كبير هذا العام. فحين قال رئيس الوزراء سخوف خلال مؤتمر صحفي إنه “لا يوجد ولا كان هناك أي عنصرية داخل الحكومة”، ترك الانطباع المعاكس لدى الجمهور.
زعيم PVV خيرت فيلدرز استمر في تأجيج الأجواء عبر منصة “X” (تويتر سابقًا) وداخل البرلمان، بينما فاجأت نيكولين فان فرونهوفن، زعيمة حزب NSC المؤقتة، شركاءها بمطالبة غير متوقعة بنشر وثائق سرية، مخالفة الاتفاقات المسبقة.
قالت في البرلمان: “كلمتان فقط، المادة 68 من الدستور”، في إشارة إلى حق النواب في طلب المعلومات. رئيس الوزراء لم يتمالك نفسه، ورد قائلاً: “يا إلهي، هذا لا يُصدق!”
+ There are no comments
Add yours