انطلاق “المرحلة الساخنة” من الحملة الانتخابية الهولندية مع المناظرة التلفزيونية الثانية

تدخل الحملة الانتخابية الهولندية مرحلتها الحاسمة، مع انعقاد المناظرة التلفزيونية الثانية الكبرى مساء اليوم على قناة RTL 4، وذلك قبل أسبوعين فقط من موعد الاقتراع في 29 أكتوبر.
ووفقًا لاستطلاع Ipsos I&O، فإن 17% فقط من الناخبين الهولنديين حسموا قرارهم بشأن الحزب الذي سيصوتون له، ما يعني أن الأسبوعين المقبلين قد يشهدان تحولات كبيرة في اتجاهات التصويت.

عودة فيلدرز إلى الساحة بعد تهديد إرهابي

بعد أن أوقف زعيم حزب الحرية (PVV) خيرت فيلدرز حملته الانتخابية الأسبوع الماضي، إثر معلومات تفيد بأنه كان هدفًا محتملًا لخلية إرهابية بلجيكية، عاد فيلدرز للظهور الإعلامي تدريجيًا.
فقد شارك مؤخرًا في برنامج Vandaag Inside، ويزور اليوم مقر صحيفة De Telegraaf للمشاركة في إعداد “صحيفة الانتخابات”. كما يُتوقع أن يظهر خلال الأيام المقبلة في مناظرات أخرى، منها مناظرة SBS وبرنامج NOS Jeugdjournaal.

مع ذلك، لا يزال فيلدرز ينتقي بعناية المنصات التي يظهر فيها، إذ رفض دعوة قناة RTL Tonight للمشاركة في مناظرة الليلة، ليحلّ مكانه زعيم حزب SP جيمي دايك. ويواصل فيلدرز الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة X (تويتر سابقًا)، لتقديم نفسه كـ “البديل اليميني الحقيقي”.

تصاعد “لعبة الاستبعاد” بين الأحزاب

في المقابل، تحاول VVD بزعامة ديلان يسيلغوز تقويض صورة فيلدرز كخيار اليمين الوحيد، من خلال إبعاد نفسها عن اليسار، وإعلان رفضها التعاون بعد الانتخابات مع كل من PVV وGroenLinks-PvdA.
وترى يسيلغوز أن التحالف مع أحزاب الوسط أو اليسار، مثل CDA وD66 وGroenLinks-PvdA، قد يؤدي إلى “حكومة يسارية مكلفة”، وتحاول بذلك استعادة الناخبين اليمينيين. إلا أن هذه الاستراتيجية قد تجعل تشكيل الحكومة المقبلة مهمة معقدة للغاية، رغم تأكيد يسيلغوز أنها لا تخشى الانتقال إلى صفوف المعارضة إن لزم الأمر.

الوسط بين D66 وCDA

أما حزب CDA، بقيادة هنري بونتنبال، فهو الحزب الأقرب في استطلاعات الرأي إلى PVV. ورغم الضغوط المتزايدة عليه لتحديد موقفه من التحالفات المحتملة، يفضل بونتنبال إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، مؤكدًا أنه “من غير المفيد استبعاد أحزاب أو وضع خطوط حمراء مسبقًا”، مع أنه استبعد سابقًا التعاون مع PVV.
واعترف مؤخرًا أنه إن اضطر للاختيار “تحت التهديد”، فسيُفضل تحالفًا مع VVD.

صعود D66 وتراجع اليسار

شهد حزب D66 خلال الأسابيع الأخيرة نموًا واضحًا في استطلاعات الرأي، ليقترب من VVD، بعد الأداء القوي لزعيمه روب يتّن في مناظرة RTL السابقة، والذي نال إعجاب نسبة كبيرة من المشاهدين.
وقال يتّن في تجمع انتخابي أمس: “أريد أن أهزم فيلدرز”.
ورغم هذا الزخم، لم يُدعَ D66 للمشاركة في مناظرة SBS6 القادمة، لأنه لم يكن ضمن الأحزاب الأربعة الكبرى في بداية الشهر.

وقد استفاد يتّن من ظهوره المتكرر في برنامج المسابقات التلفزيوني الشهير De Slimste Mens، حيث تحدث بإسهاب عن نفسه، ما منحه حضورًا شعبيًا إضافيًا.

صعود D66 يمثل مصدر قلق لتحالف GroenLinks-PvdA بزعامة فرانس تيمرمانس، الذي كان يُعوّل على شخصيته الدولية لجذب الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن D66 ينجح في استقطاب جزء من ناخبي GroenLinks-PvdA، ما قد يغير موازين القوى في الكتلة التقدمية.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours