أظهر تقرير جديد صادر عن المكتب الاجتماعي والثقافي الهولندي (SCP) أن نحو 6 من كل 10 هولنديين يشعرون بالإحباط وفقدان الثقة في الطبقة السياسية، معتبرين أن هولندا تسير في الاتجاه الخاطئ وأن السياسيين يفشلون في تقديم حلول ملموسة للمشكلات الوطنية.
ويأتي هذا التقرير قبل أيام من الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويستند إلى مقابلات أجراها الباحثون بعد سقوط الحكومة في يونيو الماضي إثر انسحاب حزب الحرية (PVV)، وأيضًا عقب استقالة وزراء حزب NSC في أغسطس. وخلصت النتائج إلى أن الثقة في “السياسة في لاهاي” لا تزال منخفضة للغاية، حيث منحها 60% من المشاركين تقييماً دون المستوى المقبول.
وقال أحد المشاركين في الاستطلاع: “إنهم مجموعة من الفاشلين لا يتحملون أي مسؤولية.” بينما وصف آخر المشهد السياسي بقوله: “إنها فوضى حقيقية، خاصة بعد انسحاب حزب NSC من الحكومة.”
وأوضح التقرير أن حالة الإحباط العام تزايدت جزئياً بسبب مواقف الحكومة من الحرب في غزة، إذ يرى عدد من المشاركين أن الموقف الرسمي الهولندي تجاه الأحداث هناك كان ضعيفاً وغير إنساني بما يكفي.
وقالت الباحثة يوشه دن ريدر (Josje den Ridder) من المكتب الاجتماعي والثقافي:
“يشعر كثير من المواطنين بأنهم عاجزون عن التأثير في الأوضاع الداخلية والدولية، في حين يعتقدون أن الحكومة قادرة على معالجة تلك القضايا لكنها لا تفعل أو تختار السياسات الخاطئة. هذا الشعور يؤدي إلى عزوف بعض الناس عن المشاركة في الانتخابات.”
وأشار التقرير إلى أن الاستقطاب السياسي والاجتماعي في هولندا يتزايد بسبب الخلافات حول قضايا الهجرة والمناخ، ما يدفع البعض إلى تجنب الحوار مع من يختلف معهم في الرأي. ويصف الباحثون ذلك بأنه خطر حقيقي على الديمقراطية.
رغم حالة الإحباط العام، عبّر المشاركونت عن أملهم في أن تعمل الأحزاب معاً بعد الانتخابات المقبلة لمعالجة القضايا الكبرى في البلاد. وجاءت أزمة الإسكان على رأس أولويات المواطنين، تليها زيادة الإنفاق على الجيش والرعاية الصحية والتعليم.
يجري المكتب الاجتماعي والثقافي الهولندي (SCP) هذا النوع من الأبحاث منذ عام 2008 ثلاث مرات سنويًا لقياس توجهات الرأي العام تجاه السياسة والمجتمع. وشارك في إعداد هذا التقرير الأخير باحثون من جامعة أمستردام بالتعاون مع SCP.
+ There are no comments
Add yours