هل تعدد الكيانات اليمنية في هولندا نعمة للتقدم أم لعنة للانقسام؟

قبل أن أبدأ، أود أن أخبركم بسر صغير: هذا المقال كتبته بنفسي، لكنني استعنت بصديقي الرقمي “شات جي بي تي” لتحسين الصياغة. بصراحة، لم يكتفِ بتقديم نصائح لغوية، بل شعرت للحظة أنه سيقول لي: “لديك فكرة جيدة، لكن دعني أكتبها أفضل منك!” ولو كان يشرب القهوة، لكنت دعوته إلى كوب من القهوة البيضاني مع هريسة وحلوى لحجية كنوع من الامتنان.

في البداية، هذا رأيي الشخصي، وقد يتفق معي البعض ويختلف معي آخرون. وهذا طبيعي تماماً، خاصة في البلد الذي نعيش فيه، حيث لكل شخص الحق في أن يعبر عن وجهة نظره دون قيود.

السؤال الذي يشغلني هو: هل تعدد الكيانات اليمنية في هولندا، بمختلف أسمائها وصفاتها، يمثل فائدة أم خسارة؟
لكي نجيب عن هذا السؤال، علينا أولاً أن نعرف: لماذا ظهرت هذه الكيانات أساساً؟ سواء كانت الجالية اليمنية في هولندا أو الهيئة الإدارية اليمنية – إكس أو الهيئة الإدارية اليمنية – واي، أو أي اسم آخر. كلها تشترك في هدف معلن: خدمة اليمنيين المقيمين في هولندا.

هل التعددية مشكلة؟

البعض قد يرى أن هذا التعدد مربك أو يسبب فرقة. لكن بالنسبة لي، هذا التعدد هو شيء صحي ومهم، شرط أن تتقبل هذه الكيانات بعضها البعض، وأن تدرك أن وجودها ليس للصراع أو لاحتكار اليمنيين، بل لخدمتهم.

بصراحة، فكرة “الكيان الواحد” تخيفني. نحن خرجنا من اليمن بسبب الاختناق الذي تسبب به “النظام الواحد”، والفكرة التي تفرض عليك أن تكون تابعاً لفصيل معين أو لا شيء على الإطلاق. لهذا، وجود كيانات متعددة تعكس تنوعنا وتتنافس لخدمة مصالحنا هو أمر في غاية الأهمية.

لماذا التنافس ضروري؟

التنافس يولد الإبداع. تخيل أن هناك هيئة تسعى جاهدة لإيصال صوت اليمنيين إلى الجهات الرسمية الهولندية، وأخرى تقدم خدمات تعليمية أو اجتماعية، وثالثة تعمل على دعم الفعاليات الثقافية. كل واحدة تحاول أن تظهر أفضل ما لديها. هذا النوع من التنافس يخدمنا جميعاً.

لكن لو جمعنا كل هذه الجهود في جهة واحدة؟ ماذا سيحدث؟
ببساطة، ستغيب الحماسة، وربما نعود إلى نموذج الاحتكار: جهة واحدة تتحكم بكل شيء، ولا تسمح لأحد بمنافستها. وهذا، للأسف، يعيدنا إلى ما هربنا منه في اليمن.

لماذا نحن بحاجة للمزيد من الكيانات؟

قد يبدو هذا غريباً للبعض، لكنني أرى أننا بحاجة إلى المزيد من الكيانات، وليس أقل. شرط أن يكون هدف هذه الكيانات واضحاً: خدمة اليمنيين، وليس خدمة أجندات حزبية أو شخصية.
أنا أقدر جداً الجهود التي يبذلها القائمون على هذه الكيانات، فهؤلاء أشخاص يخصصون وقتهم وطاقتهم لمساعدتنا. لكن لماذا نحصرهم في كيان واحد؟ لماذا لا نمنحهم مساحة للتنافس؟

خلاصة أفكاري

أنا لا أكتب هذا المقال لأدعو إلى التفرقة، بل على العكس تماماً. ما أريده هو أن نتنافس لخدمة اليمنيين، وأن نترك الحكم على الأفعال، لا الأقوال. وكما يقول المثل الشعبي: الميدان يا حميدان.

في النهاية، اليمنيون في هولندا هم المستفيدون الحقيقيون من هذا التعدد، طالما أننا نعمل بصدق وشفافية. دعونا نثبت من خلال أفعالنا أن التعددية ليست مشكلة، بل فرصة لخدمة أفضل.

بقلم صالح عنبر ومساعدة CHAT GPT

هذا المقال  وغيره مما ينشر يعبر عن رأيي الشخصي للكاتب، ولا يمثل بالضرورة رأي موقع هولندا عربية.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours