يضع حزب المسيحيين المتحدين (ChristenUnie) معالجة أزمة السكن كأعلى أولوية في برنامجه الانتخابي الجديد “القيام من أجل الخير”، الذي تم تقديمه هذه الأيام. تؤكد الخطة على تخصيص مليارات اليوروهات لبناء مزيد من المنازل، إلى جانب تعزيز مساحات “اللقاء في الأحياء”. وترى الحزب أن المال في هذا العصر “يسمم الاقتصاد”، وأن “الاهتمام والوقت تحولا إلى نموذج ربح سريع”، وهو ما يضع القيم الاجتماعية مثل رعاية بعضنا البعض تحت الضغط، وتريد ChristenUnie تغيير ذلك. ومن بين مقترحاتها، إدخال خدمة مجتمعية إلزامية للجميع، بحيث يصبح من الطبيعي أن “يكرس كل هولندي فترة من حياته لخدمة المجتمع”. كذلك، تريد الحزب أن يصبح مكافحة فقر الأطفال هدفاً قانونياً، مع تعزيز السياسات التي توفر دعماً أكبر للأسر.
كعادتها، تضع ChristenUnie نشأة الأطفال الآمنة في قلب برنامجها. وترى أن الوضع غير مقبول حين يضطر الناس لتأجيل رغبتهم في الإنجاب بسبب مشكلات مالية، أو حين يُجبر الوالدان على العمل بدوام كامل معاً فقط لتأمين نفقات الأسرة. “الأسر يجب أن تكون في المقدمة، لكن السياسة غالباً ما تنساها”، بحسب البرنامج. ولتوفير مساحة مالية أكبر للأسر، تقترح الحزب استبدال مخصصات الأطفال الحالية وبدل رعاية الأطفال بمنحة 4500 يورو سنوياً لكل طفل، إضافة إلى جعل رعاية الأطفال والحضانات شبه مجانية. كما تؤكد الحزب استمرارها في الدفاع عن حماية الحياة قبل الولادة: فلا ينبغي تطبيع الإجهاض، بل يجب توفير الدعم للنساء الحوامل غير المتعمد. وتبقى الحزب أيضاً ضد تأجير الأرحام والتبرع التجاري بالحيوانات المنوية. أما في ما يخص الموت الرحيم (Euthanasie)، فتلاحظ الحزب أنه أصبح أكثر شيوعاً في هولندا. لذلك تسعى إلى تقليل عدد الحالات عبر توعية أفضل حول الموت الطبيعي، وتوفير رعاية تلطيفية ومسكنات جيدة في دور الرعاية.
ومن أبرز مقترحات برنامج الحزب الانتخابي: تبسيط شبكة الضرائب والإعانات، إعفاء أول 30,000 يورو من الدخل من الضرائب، تخصيص 3.5% من الدخل القومي للدفاع و0.7% للفقراء حول العالم، دعم قانون المناخ وتحقيق خفض 55% من انبعاثات CO2 بحلول 2030، التراجع عن تقليص مدة إعانة البطالة (WW)، إدارة ملف الذئاب البرية مع السماح بإطلاق النار على الذئاب المسببة للمشاكل عند الضرورة، حظر استخدام مادة PFAS في الزراعة والصناعة، حظر المنتجات قصيرة العمر، وإجبار الشركات على توفير قطع غيار لمدة 10 سنوات مع خدمات صيانة، إضافة إلى إنهاء نظام الشراء الآن والدفع لاحقاً (Buy Now, Pay Later) الذي يضع الأسر في ضائقة مالية غير ضرورية.
بعد خسارة الحزب في الانتخابات السابقة وانخفاض عدد مقاعده من خمسة إلى ثلاثة، قدّم العام الماضي توجهاً جديداً يركز على المجتمع والخلق (البيئة). ويتصدر ميريام بيكر، وبيتر جرينفيس، ودون سيدر قائمة المرشحين مرة أخرى. وجاء في المرتبة الرابعة ألـوين تي ريتستاب (عضو مجلس بلدية هاردنبيرخ)، وفي الخامسة جويل غويير-ميدما (عضوة مجلس بلدية دلفت). وسيعرض البرنامج الانتخابي الجديد والقائمة المرشحة للمصادقة النهائية من أعضاء الحزب خلال مؤتمر يعقد في مطلع الشهر المقبل.
+ There are no comments
Add yours