في مؤشر خطير على تصاعد التطرف اليميني في هولندا، ألقت الشرطة القبض، يوم الخميس، على شاب يبلغ من العمر 24 عاماً في بادهوفدورب قرب أمستردام، يشتبه في تخطيطه لشن هجوم إرهابي. ويأتي هذا التطور وسط مخاوف متزايدة من أن خطاب الكراهية الذي يروّجه زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز وأمثاله يغذي بيئة خصبة للتطرف العنصري والعنف.
وخلال مداهمة منزله المسجَّل وهو مطعم مهجور ومحتل بشكل غير قانوني في بوردونك عثرت السلطات على عدة أسلحة نارية محظورة وذخيرة. ووفق مكتب الادعاء العام (OM)، يواجه المشتبه به تهم التحضير لهجوم إرهابي، وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني، وإنتاج أسلحة وذخيرة بشكل غير مشروع. وقد أقر بانتمائه إلى عدة منظمات يمينية متطرفة وعنصرية بيضاء، منها “خوزنبوند” (Geuzenbond)، التي تتبنى خطاب تفوق العرق الأبيض.
من بلاغ استخباراتي إلى عملية أمنية موسعة
القضية بدأت من بلاغ قدّمه جهاز الاستخبارات المدني الهولندي AIVD، لتتحرك الشرطة صباح الخميس بمشاركة فرق متخصصة، مدعومة بكلاب بوليسية وكاميرا مثبتة على روبوت رباعي الأرجل. كما ركّزت التحقيقات على سيارة BMW SUV كانت في الموقع.
خوزنبوند: التطرف كأجندة منظمة
وصف المركز الوطني لمكافحة الإرهاب (NCTV) خوزنبوند بأنها تنظيم يستهدف الشباب ويشكل تهديداً مباشراً للمجتمع، وله وجود في هولندا وبلجيكا، وينشط على الإنترنت وفي المظاهرات.
بحسب الادعاء العام، تُصنَّف هذه الجماعة ضمن “الأندية النشطة” التي تسعى إلى تطبيع الفكر اليميني المتطرف و”تمكين العرق الأبيض” عبر التدريب البدني والعمل الدعائي.
اللافت أن مصطلحات هذه الجماعة، مثل استخدام كلمة “blanke” (أبيض بالمعنى الحرفي “الخالي من اللون”) بدلاً من “wit”، تحمل دلالات عنصرية واضحة، وهي لغة تتقاطع مع الخطاب الإقصائي الذي يردده فيلدرز في تصريحاته وتحريضه المستمر ضد المهاجرين والمسلمين.
روابط مع تنظيمات طلابية قومية
لخوزنبوند ارتباط مباشر بجمعية الطلبة القومية GNSV، وقد تورط أعضاؤها في أحداث عنف، بينها هجوم على فعالية في جامعة رادبود في نايميخن في أغسطس 2023، أسفر عن اعتقال ثلاثة أشخاص.
ثمار خطاب متطرف
تأتي هذه القضية في سياق تصاعد جرائم الكراهية في هولندا، حيث يرى خبراء أن مناخ التحريض الذي تخلقه شخصيات سياسية مثل فيلدرز يمهد الطريق لشرعنة الكراهية، ويمنح غطاءً أيديولوجياً لجماعات مثل خوزنبوند.
فالانتقال من خطاب “الآخر المختلف تهديد” إلى مرحلة الفعل العنيف لا يتطلب سوى أفراد مستعدين لترجمة هذه الأفكار إلى هجمات، كما تشير هذه القضية.
الإجراءات القضائية المقبلة
من المقرر أن يمثل المشتبه به أمام هيئة قضائية مكونة من ثلاثة قضاة للنظر في استمرار احتجازه لمدة قد تصل إلى 90 يوماً قابلة للتمديد.
وتبعد بادهوفدورب، التي شهدت الاعتقال، عن المطعم المهجور في بوردونك أكثر من 120 كيلومتراً، ما يعكس حجم التنسيق بين الأجهزة الأمنية على مستوى وطني.
+ There are no comments
Add yours