زيادة كبيرة في أعداد المستقيلين بين العاملين لحسابهم الخاص(ZZP) في هولندا… “نقطة تحول واضحة”

كشفت إحصائية جديدة صادرة عن غرفة التجارة الهولندية (KvK) عن انخفاض حاد في أعداد العاملين لحسابهم الخاص (ZZP’ers) في ديسمبر الماضي. حيث توقف 21,303 شخصًا عن العمل لحسابهم الخاص، بزيادة قدرها 54% مقارنةً بديسمبر 2023. وتصف غرفة التجارة هذا الانخفاض بأنه “نقطة تحول واضحة”، مرتبطة بالتطبيق الصارم للقوانين الجديدة لمكافحة “العمل الوهمي المستقل”.

أرقام غير مسبوقة

شهد شهر ديسمبر ولأول مرة منذ 2019 انخفاضًا في أعداد العاملين لحسابهم الخاص، حيث سجلت 6,776 حالة استقالة أكثر من حالات التسجيل الجديدة. وعلى الرغم من أن عدد العاملين لحسابهم الخاص في عام 2024 ارتفع بنسبة 3.1% ليصل إلى ما يقرب من 1.8 مليون، إلا أن شهر ديسمبر أظهر انعكاسًا واضحًا في هذا الاتجاه.

تأثير كبير على قطاع الرعاية الصحية

كان قطاع الرعاية الصحية الأكثر تأثرًا، حيث توقف أكثر من 3000 عامل مستقل عن العمل، بزيادة قدرها 79% عن نفس الفترة من العام السابق. كما انخفضت أعداد المسجلين الجدد في هذا القطاع، ما أدى إلى خسارة صافية بلغت حوالي 1700 شخص من العاملين لحسابهم الخاص.

تأثير القوانين الجديدة على القطاعات الأخرى

إلى جانب قطاع الرعاية الصحية، شهدت قطاعات البناء وخدمات التوصيل معدلات توقف مرتفعة. بالمقابل، لم تتأثر قطاعات مثل تصفيف الشعر، الخدمات التجارية، الإعلام، وتكنولوجيا المعلومات بنفس القدر، حيث بقيت أعداد المستقلين فيها مستقرة.

قوانين مكافحة “العمل الوهمي المستقل”

يرتبط هذا التراجع جزئيًا بالتطبيق الصارم للقوانين الجديدة التي تهدف إلى مكافحة “العمل الوهمي المستقل”. وتشير القوانين إلى أن العمل الحر لم يعد مشجعًا للأعمال التي يمكن إنجازها بواسطة موظفين دائمين.

يقول البروفيسور يوريس كنوبن، أستاذ ريادة الأعمال في جامعة تيلبورغ: “إن زيادة حالات التوقف عن العمل هي نتيجة مباشرة لهذا التطبيق. المؤسسات الكبيرة بشكل خاص أصبحت أكثر حذرًا لتجنب المخاطر القانونية.”

توقعات المستقبل

وفقًا للبروفيسور كنوبن، فإن هذه التغيرات تعد إيجابية لأنها تؤثر بشكل أكبر على القطاعات التي أُثيرت حولها المخاوف بشأن “العمل الوهمي المستقل”. لكنه يشير أيضًا إلى أن الأرقام قد تتغير في الأشهر المقبلة، إذ قد يكون هناك تأخير بين قرار التوقف عن العمل والتسجيل الرسمي للتوقف في السجلات التجارية.

ختام

تمثل هذه الأرقام نقطة تحول مهمة في سوق العمل الهولندي، وقد تكون مؤشرًا على تغير أعمق في نمط العمل الحر مع استمرار تطبيق القوانين الجديدة وتداعياتها على القطاعات المختلفة.

Please follow and like us: