محمد حاجب القاضي
في آحدث تقرير لمشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، تم نزع 455,827 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة من مساحة 58,813 متر مربع. هذا العدد الهائل من الألغام التي تم نزعها من 58 كيلومتراً مربعاً فقط لن يتجاوز 25% مما تم زرعه، لأن عملية البحث عن الألغام تتم بطريقة عشوائية؛ إذ لا يمتلك فريق نزع الألغام خرائط محددة لحقول الألغام التي زرعها الحوثي.
فإذا كان هذا العدد من الألغام هو ما تم العثور عليه في مساحة 58 كيلومتراً مربعاً، كم سيكون عدد الألغام التي زرعها الحوثي في مناطق المواجهات السابقة؟ وكم سيكون عدد الألغام التي سيزرعها الحوثيون في كافة مناطق الصراع بعد انسحابهم منها؟
يتخذ الحوثي من الألغام خط دفاع أول، حيث تعمل على صد المهاجمين ومنعهم من التقدم إلى مواقعه، وكلما تراجع من موقع، زرع المزيد من الألغام في المناطق التي ينسحب منها.
سيكون الشعب اليمني أمام كارثة وجريمة كبرى من جرائم جماعة الحوثي، بزراعة الملايين من الألغام في المناطق السكنية التي كانت مسرحاً للعمليات القتالية، ما ينذر بسقوط الآلاف من الأبرياء بعد أن تضع الحرب أوزارها.
لقد تفننت هذه الجماعة النازية في ارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق الشعب اليمني من خلال زرعها الملايين من الألغام، لترتكب مجازر مؤجلة بحق اليمنيين بعد سقوطها وزوالها. كما ابتكرت العديد من الوسائل الإجرامية التي لا تخطر على بال بشر؛ ومن ذلك – حسب ما أورده تقرير مسام لنزع الألغام – أن الحوثي يضيف دواسة للألغام المضادة للدبابات، لتصبح قابلة للانفجار بمرور أي جسم خفيف يزن 8 كيلوغرامات فقط. بل إنها تقوم أيضاً بزرع عناصر متفجرة أسفل الألغام المضادة للأفراد، لتنفجر أثناء قيام فرق نزع الألغام بعملية نزعها. وقد أوضح التقرير استشهاد 30 فرداً من فرق نزع الألغام، وجرح 42 آخرين.
إن جريمة زراعة الألغام التي تقوم بها جماعة الحوثي سيظل يعاني منها الشعب اليمني لعشر سنوات قادمة بعد انتهاء المعارك، وستكون ضحايا الألغام بالآلاف. هذا لا يهم جماعة الحوثي، التي لا تكترث لأي نتائج كارثية ستلحق بالأبرياء نتيجة حقول الألغام المنتشرة في مختلف مناطق المواجهات.
كل الجرائم التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق اليمنيين – وآخرها زراعة ملايين الألغام – يجب أن تُحاسب عليها، وأن يُعاقب قادتها. يجب أن يتم حظر هذه الجماعة وحلّها، وسنّ قوانين تُجرّمها، ليضمن الشعب اليمني عدم عودتها لممارسة جرائمها البشعة، التي لا تخالف فقط القوانين الدولية والإنسانية، بل حتى الشرائع الدينية والسماوية.
+ There are no comments
Add yours