عندما دخل الوزراء إلى اجتماع مجلس الوزراء في قصر كاتشهاوس صباح الجمعة لحضور الاجتماع الأسبوعي، بدا أن الأمور تسير كالمعتاد. ولكن بحلول الساعة الواحدة ظهرًا، أفادت مصادر في لاهاي أن وزيرة الدولة نورا أشحبار من حزب NSC تعتزم تقديم استقالتها. من تلك اللحظة، أصبحت الأزمة في الحكومة محور الحديث، خاصة مع تكهنات حول استقالة وزراء آخرين.
1. لماذا اشتعلت الأزمة؟
الوزيرة أشحبار أعلنت استقالتها بسبب “تصريحات عنصرية” صدرت في اجتماع مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي، والذي ركز على أعمال العنف التي وقعت في أمستردام خلال مباراة كرة القدم بين أياكس ومكابي تل أبيب. تصريحات أشحبار أثارت دعمًا واسعًا من أحزاب المعارضة اليسارية التي اعتبرت استقالتها رفضًا لسياسات مجلس وزراء يوصف بـ”العنصرية”.
التوتر تصاعد عندما بدأت وسائل الإعلام بتغطية الأزمة وتصوير الوزراء وهم يجرون محادثات منفصلة مع أحزابهم داخل القصر، وسط استعداد رؤساء الكتل السياسية الأربعة (PVV, VVD, NSC, BBB) للتوجه إلى قصر كاتشهاوس في الساعة السادسة مساءً، في خطوة نادرة تعكس عمق الأزمة.
2. ماذا قيل خلال اجتماع مجلس الوزراء؟
التفاصيل لا تزال غامضة. التقارير تشير إلى أن وزير المالية هاينين قال إن “معاداة السامية ليست كبثور يمكن التخلص منها بسهولة”، وأضاف أن الكراهية متغلغلة في المجتمع. مصادر أخرى أفادت بأنه أشار إلى “أن الكراهية جزء من الحمض النووي لبعض المجموعات”. رغم أن VVD نفى بشكل قاطع أن تكون هذه التصريحات عنصرية.
عندما طُرحت أسئلة خلال المؤتمر الصحفي، رفض رئيس الوزراء ديك شووف تأكيد أو نفي استخدام عبارات مثل “مغاربة سيئون” أو “الإسلام هو المشكلة”. وأكد قائلاً: “لا يوجد أي أثر للعنصرية في مجلس الوزراء”.
3. هل سيتم الكشف عن تفاصيل الاجتماع؟
على الأرجح، لا. محاضر اجتماعات مجلس الوزراء تظل سرية لمدة 20 عامًا. ورغم أن المعارضة تطالب بالإفراج عن هذه المحاضر، فإن رئيس الوزراء أكد أنه لن يكشف عنها، متمسكًا بسرية النقاشات الداخلية.
4. لماذا استقالت أشحبار فقط؟
رغم حديثها عن العنصرية، قررت أشحبار مغادرة منصبها دون إلحاق ضرر أكبر بالحكومة، في وقت أكد فيه قادة الأحزاب الأربعة التزامهم بتجنب سقوط الحكومة. المعارضة وصفت استقالتها بأنها تضحية سياسية تهدف إلى إنقاذ التحالف الحاكم.
5. ماذا تعني الأزمة لمستقبل الحكومة؟
رغم محاولة الحكومة إظهار الوحدة، فإن الأزمة أضرت بسمعة التحالف. VVD يشعر بالغضب بسبب تصريحات NSC وربط وزيره هاينين بالقضية. ومن المتوقع أن يثير النقاش البرلماني القادم حول هذه القضية المزيد من الضغط، مع دعوات جديدة لإجراء انتخابات مبكرة.
تعليق رئيس الوزراء ديك شووف:
“لا مكان للعنصرية في حكومتي. نحن ملتزمون بالعمل معًا لحل مشاكل البلاد.”
على الرغم من احتواء الأزمة الحالية، إلا أن الشكوك حول الانقسامات العميقة داخل الحكومة ستبقى حاضرة، مما يضع التحالف تحت ضغط مستمر مع تصاعد دعوات المعارضة للكشف عن الحقيقة.
+ There are no comments
Add yours