لا يزال العديد من الموظفين الحكوميين التابعين لوزير الدولة كريس يانسن (المسؤول عن النقل العام والبيئة) يعبرون عن استيائهم من تصرفاته، بعد تأييده لتصريحات مثيرة للجدل أدلى بها خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية (PVV)،وأعرب الموظفون عن خشيتهم من تعرضهم لإهانات مستقبلية، ووجهوا رسالة مفتوحة إلى الوزير للتعبير عن انعدام الثقة.
وقد دفعت هذه الأجواء بعض الموظفين إلى التغيب عن العمل، إذ لم يعودوا قادرين على العمل تحت قيادة يانسن، وفقاً لمصادر داخلية أكدت ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة NRC.
تأثرت الثقة في يانسن بشكل كبير داخل وزارة البنية التحتية وإدارة المياه منذ أن أيد علنًا تصريحات فيلدرز في عام 2014 التي دعا فيها إلى تقليل عدد المغاربة في البلاد، مما أدى إلى إدانة فيلدرز بتهمة خطاب الكراهية، وزاد التوتر بعد أن دافع يانسن عن تغريدة نشرها قبل ثماني سنوات قال فيها إن تقليل عدد المغاربة في هولندا سيساهم في “الحد من الإزعاج والجريمة”.
ورغم أن يانسن أكد أن تلك التغريدة جاءت في سياق مختلف، إلا أنه أشار خلال جلسة استماع في البرلمان في يونيو الماضي إلى أنه لا يزال متمسكًا برأيه.
جاء رد رئيس الوزراء ديك شوف بدعوة يانسن إلى التراجع عن دعمه لتصريحات فيلدرز، ولكن حوالي 175 من موظفي يانسن الحكوميين أعربوا في رسالة عن شعورهم بعدم الأمان وعدم الارتياح للعمل معه.
وردًا على الرسالة، أكد يانسن في بيان أنه يلتزم ببيئة عمل آمنة وشاملة، قائلاً: “أعتقد أنه من المهم أن يتمكن الجميع في الوزارة من أن يكونوا على طبيعتهم، وأن يشعروا بالأمان”. وأضاف أنه يتواصل مع الموظفين في لقاءات شخصية لتأكيد التزامه.
ومع ذلك، استمرت الأزمة حيث نفى يانسن خلال جلسات الاستماع البرلمانية أن تكون تعليقاته مهينة للموظفين الحكوميين، مما زاد من حدة الإحباط لدى العاملين،وأدى هذا النفي إلى تعقيد الوضع، وخلق “شعوراً صعباً” كما ورد في رسالة داخلية تم تداولها في الوزارة.
وفي معرض إجاباته على أسئلة مجلس النواب يوم الجمعة، جدد يانسن نفيه أن تكون تعليقاته مهينة، لكنه اعترف لاحقًا خلال النقاش بتلقيه إشارات تدل على تضرر الثقة،وقال يانسن: “أفهم أن هناك أشخاصًا يريدون التحدث معي حول هذا الموضوع، وأؤكد أن بابي مفتوح دائمًا لهم”.
+ There are no comments
Add yours