تراجع جديد لحزب “الحرية والديمقراطية” مع ختام العام البرلماني الهولندي


شهد حزب “الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” (VVD)، أحد أبرز الأحزاب الهولندية، تراجعًا ملحوظًا في شعبيته مع نهاية العام البرلماني، بحسب أحدث استطلاع للرأي أجراه موقع Peil.nl. وجاء هذا التراجع في ظل نقاشات برلمانية حامية حول قوانين اللجوء، بالإضافة إلى الجدل الإعلامي الذي أثارته قضية المغني الهولندي دووي بوب، والتي لعبت فيها زعيمة الحزب دورًا لافتًا أثار الكثير من التفاعلات.

قوانين اللجوء تهيمن على المشهد السياسي

تركزت الأنظار هذا الأسبوع على نقاش قانونين مثيرين للجدل بشأن سياسة اللجوء، واللذين أقرهما البرلمان بأغلبية مساء الخميس. وقد شكّلت هذه القوانين اختبارًا لمواقف الأحزاب السياسية، وكشفت عن تصدعات في القاعدة الانتخابية لبعضها.

وبحسب تحليل بيانات الانتقال بين الكتل الانتخابية، فإن حزب النداء الديمقراطي المسيحي (CDA) تكبّد خسارة في صفوف ناخبيه المحافظين بسبب رفضه دعم القوانين، وهو ما دفع بعضهم للتحول نحو أحزاب يمينية مثل JA21. إلا أن CDA عوّض هذه الخسارة بجذب ناخبين من اليسار، مما مكنه من الحفاظ على توازنه عند 21 مقعدًا في البرلمان.

VVD يواصل التراجع، وJA21 يصعد

أما حزب VVD، فقد استمر في فقدان الدعم الشعبي، وهو تراجع ليس الأول، بل تأكيد للاتجاه الذي ظهر في الاستطلاع السابق. ويخسر الحزب مؤيدين لصالح كل من JA21 وCDA، مما يعكس تآكل قاعدته بين التيارات اليمينية والوسطية على حد سواء.

في المقابل، سجل حزب JA21 صعودًا لافتًا، مضيفًا مقعدين جديدين إلى رصيده، ليصل إلى 10 مقاعد، في مؤشر على زيادة جاذبيته بين الناخبين اليمينيين المحافظين.

تغييرات طفيفة بين الأحزاب الأخرى

أظهر الاستطلاع تغييرات طفيفة في مواقع بعض الأحزاب الأخرى:

  • حزب المزارعين BBB وحزب D66 سجلا ارتفاعًا بمقعد واحد لكل منهما.
  • بينما خسر كل من حزب الحرية PVV وتحالف الخضر/العمال GroenLinks/PvdA مقعدًا واحدًا.

انقسام الناخبين بشأن مقترحات اللجوء

تعمق الاستطلاع أيضًا في مواقف الناخبين من بنود قوانين اللجوء، وتحديدًا ما يتعلق بـ إلغاء “قانون توزيع اللاجئين”، وكذلك مقترح تجريم تقديم المساعدة للمهاجرين غير النظاميين.

وأظهرت النتائج انقسامًا واضحًا بين قواعد الأحزاب:

  • تأييد قوي للتجريم بين ناخبي PVV وBBB وJA21.
  • توازن شبه تام بين المؤيدين والمعارضين داخل قاعدة VVD.
  • رفض واسع للمقترح بين ناخبي CDA، حيث لا تتجاوز نسبة التأييد 10%.

اللافت أن بعض ناخبي CDA الذين كانوا يؤيدون التشدد في هذا الملف، انتقلوا إلى أحزاب أكثر يمينية، في حين جذب موقف CDA المعتدل ناخبين من D66 وVVD، ما يفسر استقرار الحزب في عدد مقاعده.

مستقبل غامض مع بداية موسم سياسي جديد

مع انتهاء العام البرلماني، تدخل الأحزاب الهولندية في فترة استراحة سياسية نسبية، لكن الديناميكيات الانتخابية تشير إلى تغيّرات متسارعة قد تشكل ملامح الانتخابات المقبلة. ويتضح من هذا الاستطلاع أن الأحزاب اليمينية تسعى لاقتناص مزيد من النقاط في ملف اللجوء، بينما يحاول الوسط واليسار الحفاظ على توازن دقيق بين المبادئ والبراغماتية السياسية.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours