يثير ملف إسكان طالبي اللجوء وحاملي تصاريح الإقامة نقاشات حادة داخل الحكومة الهولندية، حيث تواجه مارجولين فابر، وزيرة اللجوء والهجرة (حزب الحرية PVV)، ومونا كايزر، وزيرة الإسكان (حزب BBB)، صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشأن توفير المزيد من المساكن ومراكز الإيواء.
ترغب فابر في إخلاء مراكز اللجوء (AZC) المكتظة بسرعة عبر نقل حاملي تصاريح الإقامة إلى منازل عادية، بينما ترفض كايزر منحهم الأولوية على حساب المواطنين الهولنديين الباحثين عن سكن.
خلاف شخصي وأسلوب إدارة مثير للجدل
سلّطت صحيفتا De Telegraaf و AD الضوء على الصراع بين الوزيرتين، حيث أشارت الأولى إلى عدم انسجامهما شخصيًا، بينما أكدت الثانية أن أسلوب فابر الإداري يسبب مشكلات.
عند وصولهم إلى مقر الحكومة (Catshuis) صباح الجمعة، تعرّضت فابر وكايزر لسيل من الأسئلة حول الخلاف. حاولت كايزر التخفيف من حدة التوتر بقولها: “في كل مرة يُثار هذا الجدل. أنا مشغولة جدًا بهذا الأمر. يمكن أن نختلف في الرأي دون أن يكون هناك شجار. نحن نختلف، لكننا نحب بعضنا كثيرًا.”
أما فابر، فقد أكدت أنها مصممة على المضي قدمًا في خططها، قائلة: “لا يوجد أي خلاف مع السيدة مونا… أقصد السيدة كايزر”، وأضافت ضاحكة: “نحن نتحدث مع بعضنا البعض بشكل طبيعي.” لكنها رفضت الاتهامات بعدم تحضير ملفاتها جيدًا والعمل على عجل، قائلة: “أنا أول من يصل إلى الوزارة وآخر من يغادرها.”
إلغاء قانون توزيع اللاجئين
تسعى فابر إلى إلغاء قانون التوزيع (spreidingswet) بأسرع وقت ممكن، وهو قانون يُلزم البلديات بتوفير عدد معين من أماكن الإيواء لطالبي اللجوء لتوزيعهم بشكل متوازن عبر البلاد. ولكن إلغاؤه سيؤدي إلى زيادة مؤقتة في أعداد اللاجئين داخل مراكز اللجوء الحالية حتى تنخفض أعداد الوافدين الجدد بشكل كبير.
المشكلة الكبرى التي تواجه فابر هي أن العديد من حاملي تصاريح الإقامة لا يزالون يعيشون في مراكز اللجوء، رغم أنهم مؤهلون للانتقال إلى سكن دائم، لكن نقص المساكن يمثل عائقًا كبيرًا.
مقترحات كايزر لحل الأزمة
ترفض كايزر فكرة إعطاء الأولوية لحاملي تصاريح الإقامة في المساكن الاجتماعية، وتقترح بدلاً من ذلك “مساكن انتقالية” يمكن أن يشاركها الهولنديون وحاملو التصاريح معًا، وهو خيار تدعمه العديد من البلديات. كما تسعى إلى إلغاء أولوية اللاجئين في الحصول على السكن الاجتماعي، معتبرةً أنه من غير العدل أن ينتظر المواطنون الهولنديون لفترة أطول.
وقالت كايزر: “الشباب السوريون يمكنهم إيجاد حلول لسكنهم مثل الشباب الهولنديين، عبر مشاركة السكن، أو العيش مع العائلة، أو الحصول على مسكن من أرباب عملهم.” لكن هذا النهج سيؤدي إلى بقاء حاملي التصاريح لفترات أطول في مراكز اللجوء، وهو ما تراه فابر مشكلة كبيرة.
إرجاء المناقشة بسبب الخلاف
بسبب عدم التوصل إلى اتفاق، قرر رئيس الوزراء ديك شوف عدم إدراج القضية على جدول أعمال مجلس الوزراء، مؤكدًا أن هناك العديد من النقاط الخلافية التي تحتاج إلى توضيح.
أبدت وزيرة الصحة أغِيما (PVV) تفهمها للقرار، قائلة: “رئيس الوزراء أزال الموضوع من جدول الأعمال لأن الوزيرتين بحاجة إلى إيجاد حل بينهما.” لكنها رفضت فكرة أن فابر تتعرض لعرقلة، مؤكدة: “مارجولين تريد المضي بسرعة، وهي ببساطة تعمل بجد لتنفيذ خططها.”
استياء فابر وغضب حزب الحرية (PVV)
عبرت فابر عن استيائها من تأجيل مناقشة القضية، قائلة: “لقد قدّمت مقترحاتي منذ أسابيع، لكنها لم تُدرج بعد على جدول الأعمال، ولا أفهم السبب. كل تأخير هو فرصة ضائعة.”
من جانبه، كتب خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية، على منصة X أن حزبه “يتعرض للعرقلة باستمرار”، مؤكداً أنه لن يقبل بأي تأجيل إضافي.
+ There are no comments
Add yours