دراسة تكشف عن انتشار إساءة معاملة عمّال النظافة غير الموثقين في هولندا

خلصت دراسة جديدة أعدتها جامعة أوتريخت إلى أن استغلال عمّال النظافة في سلسلة النوادي الرياضية الفاخرة Saints & Stars في أمستردام هو جزء من مشكلة أوسع ومنهجية في هولندا.
وحذرت الدراسة من أن القوانين الهولندية الحالية الخاصة بقطاع التنظيف تسهّل وقوع مثل هذه الانتهاكات، مع كون المهاجرين غير الموثقين من بين أكثر الضحايا شيوعاً.

خلال الأشهر الستة الماضية، أجرى فريق البحث مقابلات مع 22 عامل نظافة غير موثق، بمن فيهم من يعملون في المنازل الخاصة. وقالت إيلسي فان ليمبت، منسقة الدراسة، إن قطاع التنظيف غالباً ما يكون الخيار الوحيد أمام هؤلاء الأفراد لكسب الدخل.

“هؤلاء يشملون أشخاصاً انتهت صلاحية طلبات لجوئهم لكنهم لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية، كما يشملون من فقدوا تصاريح إقامتهم بعد وفاة شريك أو عقب الطلاق”، قالت فان ليمبت لـNOS.

أعمال التنظيف في المنازل الخاصة تكون في الغالب غير رسمية، بدون عقود، أو أجور محددة، أو ساعات عمل منظمة. وغالباً لا يعرف العمال تفاصيل الاتفاقات المبرمة مع الزبائن. وبما أنه لا يوجد تصريح عمل متاح لهذا النوع من الوظائف في هولندا، فإن هذا العمل يظل إلى حد كبير غير مرئي وصعب المتابعة.

“هؤلاء الأشخاص غالباً ما يعملون بأجور منخفضة جداً، ما يجبرهم على العمل لساعات طويلة جداً للبقاء على قيد الحياة. والكثير منهم لا يتقاضون أجراً على الإطلاق. تقريباً جميع من قابلناهم مروا بتجربة عدم دفع الأجر عن عمل أنجزوه”، قالت فان ليمبت للصحيفة.

ويشير التقرير إلى أن الخوف من الترحيل يمنع الكثير من الضحايا من التواصل مع الشرطة أو مفتشي العمل. وقالت عاملة نظافة من إيران للباحثين:

“هم يعرفون أنني لا أملك تصريح إقامة. الأمر مرهق جداً لأنك تفكر باستمرار في ما قد يحدث إذا اتصلوا بخدمة الهجرة أو الشرطة.”

وحذّر الباحثون من أن تطوراً قانونياً جديداً سيجعل المشكلة أسوأ. ففي الشهر الماضي، وافق البرلمان الهولندي (Tweede Kamer) على تشريع يجرّم البقاء غير القانوني في البلاد، وهو ما سيقلل أكثر من استعداد العمال غير الموثقين للمطالبة بحقوقهم.

وقد أثارت قضية Saints & Stars الانتباه أواخر الشهر الماضي بعد أن كشف تقرير صحيفة Het Parool أن عمّال النظافة في النادي كانوا مجبرين على العمل حتى 17 ساعة يومياً، وتسليم جوازات سفرهم، ومشاركة الأسرة مع عدة أشخاص، وأن الشركة عرضت عليهم المال مقابل الإدلاء بتصريحات تفيد بأنهم عوملوا بشكل جيد. وقد نفت إدارة السلسلة وجود أي استغلال.

“نحن نتسامح مع العمل المهاجر لأنه ضروري للحفاظ على دوران اقتصادنا، لكن من المتوقع أن يبقى هذا العمل في الخلفية، وأن يكيف العمال أنفسهم مع رغبات الزبائن”، قالت فان ليمبت لـNOS.

وأكد الباحثون أن منع الاستغلال يتطلب تغيير طريقة تنظيم العمل في قطاع التنظيف. وأوصوا بوضع قواعد تضمن ممارسات توظيف مسؤولة في هذا القطاع.

“إذا بدأنا بالنظر إلى التنظيف باعتباره عملاً حقيقياً لا مهمة عرضية، فإن ظروف العمل يمكن أن تُنظّم بشكل أفضل”، أضافت فان ليمبت.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours