الصراعات المنسية: هولندا تؤكد التزامها بدعم الاستقرار في اليمن


نشرت وزارة الخارجية الهولندية اليوم تقريرًا جديدًا يسلّط الضوء على جهود هولندا في دعم الاستقرار في اليمن، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية والسياسية بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الأهلية.

أزمة ممتدة منذ 2014

توضح السفيرة الهولندية في اليمن، جانيت سيبن، أن الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2014 دفعت السفارة الهولندية إلى مزاولة أعمالها من الأردن بدلًا من صنعاء. يسيطر الحوثيون حاليًا على ثلث مساحة البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، حيث يعيش غالبية السكان، فيما تتخذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من عدن مقرًا لها.

هدنة هشة وفرص سلام ضائعة

أشارت سيبن إلى أن هدنة عام 2022 خففت من حدة القتال، لكنها لم تنه الصراع. ففي 2023 استضافت هولندا المنتدى الدولي لليمن في لاهاي، وسط آمال بسلام دائم. إلا أن الهجمات الحوثية على سفن في البحر الأحمر بعد 7 أكتوبر 2023 دفعت شركاء دوليين إلى سحب دعمهم لمسار الأمم المتحدة المعروف بـ”خارطة الطريق”.

كارثة إنسانية غير مسبوقة

ردًا على هجمات الحوثيين، استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل موانئ في شمال اليمن، وأُدرج الحوثيون على قائمة الإرهاب، ما أدى إلى وقف المساعدات الدولية للمناطق التي يسيطرون عليها. ومع موجة اعتقالات تعسفية وظروف مناخية قاسية كالفيضانات والجفاف، تفاقم الوضع الإنساني بشكل حاد، إذ يعتمد أكثر من 19.5 مليون شخص – أي نصف سكان اليمن – على المساعدات الغذائية.

مساهمة هولندا

تؤكد الخارجية الهولندية أن هولندا تقدّم ما يقارب 20 مليون يورو سنويًا كمساعدات إنسانية مباشرة. كما تدعم المزارعين في تحسين إدارة الموارد المائية، وتموّل إصلاح خزانات المياه التي يستفيد منها 400 ألف شخص في عدن. وتعد هولندا شريكًا رئيسيًا في مجال صحة الأم والطفل، حيث تسهم في رعاية نحو 2.5 مليون امرأة وفتاة يمنية لضمان حمل وولادة آمنة.

دعم المؤسسات اليمنية

لا يقتصر الدور الهولندي على الجانب الإنساني، بل يشمل مساعدة الحكومة اليمنية في بناء مؤسسات الدولة وتدريب كوادر جديدة لضمان استمرارية الإدارة العامة. وتعتبر لاهاي أن استقرار اليمن ضروري أيضًا لأمن التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، وهو ما ينعكس على مصالح هولندا وأوروبا.

الحوار لا السلاح

ترى سيبن أن القوة العسكرية أثبتت فشلها في تغيير موازين اليمن، مشيرة إلى أن “المفتاح هو الحوار والتعاون مع المبعوث الأممي والشركاء اليمنيين”. وتشدد على أن إبقاء قنوات الحوار مفتوحة هو السبيل الوحيد لبناء دولة يمنية قوية ومستقرة تدريجيًا.

الشباب أمل المستقبل

رغم ضخامة التحديات، تبدي السفيرة الهولندية تفاؤلًا حذرًا، خاصة مع إعادة فتح الطريق بين الشمال والجنوب، ما يتيح عودة النشاط الاقتصادي. وتؤكد أن الشباب اليمني يمتلك إرادة ورغبة قوية في المساهمة بإعادة بناء وطنهم، مشددة على أن هولندا ستواصل دعمهم بالأدوات والخبرة اللازمة.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours