اليمنيون يحتجون أمام دائرة الهجرة في لاهاي للمطالبة بإعادة تقييم طلبات اللجوء

لاهاي – 1 سبتمبر 2025

كتبه: زكريا كرش

شارك العشرات من اللاجئين اليمنيين، اليوم الاثنين، في وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة الهجرة والتجنيس (IND) في مدينة لاهاي، للمطالبة بإعادة النظر في قرار السلطات الهولندية اعتبار اليمن بلدًا “آمنًا”.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: “اليمن ليست آمنة” و “نطالب بقرار عادل ينهي معاناتنا”، كما رفعوا صورًا توضح حجم الدمار في عدد من المحافظات اليمنية جراء الحرب المستمرة منذ سنوات، في محاولة لإبراز الواقع المأساوي الذي فروا منه.

ويقول اللاجئون إن قرار السلطات الهولندية جعلهم يعيشون في حالة من القلق وعدم الاستقرار منذ أكثر من عام ونصف، حيث يصف بعضهم حياتهم في هولندا بأنها “كابوس يومي”، إذ يظلون معلقين بين الخوف من الترحيل وفقدان الأمل في الحصول على الحماية التي سعوا إليها.

وتحدث محمد المسعودي، أحد الناشطين الذين حضروا الوقفة، قائلاً، نقلاً عن مراسل وزارة الهجرة، إن من المتوقع أن يتم الكشف عن قرار التقييم الخاص بالملف اليمني إما في نهاية هذا اليوم أو خلال الأسبوع القادم، وهو ما جعل المتظاهرين يعيشون حالة ترقب مشوبة بالتوتر والانتظار.

وأكد المشاركون أن هذه الوقفة ليست الأولى من نوعها، بل امتداد لسلسلة من المظاهرات والوقفات السابقة التي نظمها اللاجئون اليمنيون خلال الأشهر الماضية، في محاولة مستمرة للفت أنظار السلطات الهولندية إلى أوضاعهم المعلقة ومعاناتهم المستمرة.

وعلى هامش الوقفة، قال الطفل محمد، الذي حضر التظاهرة رفقة أسرته: “لم أذهب اليوم إلى المدرسة ليس لأنني لا أريد ذلك، بل شعرت أن من واجبي أن أحضر وأن أنقل ما يعانيه الآلاف من اليمنيين في الداخل والخارج.”، وهو ما يعكس حجم الشعور بالمسؤولية الذي يحمله حتى الأطفال تجاه معاناة بلدهم.

وتأتي هذه التحركات في وقت تؤكد فيه تقارير صادرة عن وزارة الخارجية الهولندية أن الأوضاع في اليمن “غير آمنة وكارثية”، كما أصدر مجلس الدولة عدة أحكام لصالح قضايا لجوء يمنية. ومع ذلك، ما تزال دائرة الهجرة والتجنيس متمسكة باعتبار اليمن بلدًا آمنًا، الأمر الذي يفاقم معاناة طالبي اللجوء.

ويأمل اليمنيون أن تسهم هذه الوقفات في دفع السلطات الهولندية إلى الإسراع في اتخاذ قرار يعيد لهم الأمل بحياة طبيعية وآمنة، بعد سنوات من الحرب واللجوء.

Please follow and like us: