سأبدأ هذا المقال بمثل مشهور (ما يحك جلدك إلا ظفرك)
ما دفعني لكتابته هو متابعتي منذ فترة ليست قصيرة للنقاشات بين اليمنيين في مجموعات الواتساب، حيث يُلاحظ اتكال الكثيرين على الجاليات أو السفارات أو افراد ، وهذا أمر خطير لأنه يعكس غياب المبادرة وفهم طبيعة الوضع في هولندا.
اللاجئون ينقسمون إلى قسمين رئيسيين:
- الحاصلون على الإقامة: هؤلاء ينشغلون بالبحث عن سكن، استكمال الاندماج، لمّ الشمل، ثم الانتقال إلى الإقامة الدائمة فالجنسية.
فطبيعي أن يكون تركيزهم على حياتهم الجديدة، ولهذا لا تجد معظمهم معنياً بقضايا اللاجئين في الكامبات. - اللاجئون في الكامبات: هؤلاء يواجهون أصعب المعاناة، إذ يعيشون انتظارًا طويلًا للحصول على إقاماتهم.
الأخطر من ذلك هو اتكالهم على مبادرات الآخرين بدلاً من أن يتحركوا بأنفسهم، حتى عندما يبادر ناشطون مشكورين مثل الأخ محمد المسعودي أو الأخ عبدالكريم الذهب بتنظيم وقفات، فإن الحضور يكون ضعيفاً جداً وكأن الأمر لا يعنيهم.
الحقيقة أن الحصول على الحقوق لن يتحقق بالاعتماد على الآخرين، إذا أردتم حقوقكم فعليكم أن تتحركوا بأنفسكم، شكّلوا مجموعات اتصال داخل الكامبات، نسّقوا مع بعضكم، ونظموا وقفات أمام IND أو غيرها من الجهات.
حينها سيأتي دور الناشطين لدعمكم باستخراج التصاريح وتقديم المساندة، لكن البداية يجب أن تكون منكم.
من يظن أن الجاليات أو الأفراد قادرون على تغيير قرارات IND فهو واهم.
كل ما يقوم به الناشطون او الجاليات مجرد اجتهادات قد يصيب أو يخطئ، لكنها لن تمنحكم حقوقكم ما لم تتحركوا بأنفسكم. أنتم من يعاني، ولن يشعر أحد بمعاناتكم إذا لم ترفعوا أصواتكم.
في يوم الاثنين 1 سبتمبر، بادر الأخ محمد المسعودي مشكوراً لاستخراج تصاريح وتنظيم وقفة، وكان من المفترض أن يشارك فيها شباب الكامبات ممن لم يحصلوا على الإقامة بعد، ليس من أجل محمد المسعودي، بل من أجل مستقبلهم.
وأنا من خلال متابعتي أرى أن الحضور سيكون ضعيفاً للأسف، وأتمنى أن يخيب ظني هذه المرة، وأن يثبت الشباب العكس بتحرك فعلي يليق بقضيتهم.
كل شخص في هولندا يسعى لمصلحته الخاصة، وإذا لم تتحركوا أنتم فلن يتحرك أحد من أجلكم.
أنتم أصحاب القضية، وأنتم المسؤولون أولاً وأخيراً عن مستقبل مصيركم.
+ There are no comments
Add yours