في ضوء الأحداث الأخيرة في أمستردام، تصاعد النقاش السياسي حول قضية الاندماج في هولندا، وسط تصريحات من رئيس الوزراء ديك شوف وسياسيين آخرين حول ما أسموه بـ”مشكلة الاندماج”.
لكن هذه الظاهرة ليست بهذه البساطة، وفقًا للباحث ياكو داغفوس من المكتب الاجتماعي والثقافي (SCP)،يوضح داغفوس أن الشباب من أصول مهاجرة، خاصة من الجيلين الثاني والثالث، غالبًا ما يشعرون بالتمييز والإقصاء، رغم أنهم أكثر انخراطًا في المجتمع من الجيل الأول.
وهذا يُعرف بـ”بارادوكس الاندماج”؛ إذ يشعر من هم أكثر اندماجًا بتمييز أكبر.
الإقصاء رغم الانخراط الاجتماعي
وفقًا لداغفوس، فإن أبناء الجيل الثاني والثالث يشاركون بفعالية في سوق العمل وحققوا تقدمًا ملموسًا في التعليم. ومع ذلك، يجدون أنفسهم معرضين أكثر للتمييز، سواء في الوظائف أو المؤسسات التعليمية.
كما أن متابعتهم للنقاشات المجتمعية حول الهجرة والاندماج والعنصرية تعزز لديهم شعورًا بالاستبعاد وانعدام الفرص.
وأشار داغفوس إلى أن الطريقة التي يتم بها تصوير هؤلاء الشباب في النقاشات السياسية تساهم في خلق صورة سلبية، وكأنهم جزء من مشكلة اجتماعية بدلًا من اعتبارهم مواطنين، وهذا، وفق قوله، يزيد من شعورهم بعدم الانتماء إلى المجتمع الهولندي.
دعوة لرؤية الأفراد كمواطنين متساوين
داغفوس يحث السياسيين على الامتناع عن استخدام الصور النمطية التي تضع الشباب من أصول مهاجرة في خانة “المشكلة”، ويدعو إلى العمل على سياسات تشمل هؤلاء الشباب وتمنحهم شعورًا بأنهم جزء من هولندا.
واختتم داغفوس قائلاً: “إذا أردنا حل المشكلات، يجب أن نتجنب تصنيف مجموعات بأكملها،والتعامل مع هؤلاء الشباب كأفراد، والنظر إليهم على أنهم مواطنون متساوون، هو الخطوة الأولى نحو اندماج حقيقي”.
+ There are no comments
Add yours