قبل أربعة أيام من الانتخابات العامة في هولندا، شهدت البلاد اليوم آخر سبت من الحملة الانتخابية، حيث حاول زعماء الأحزاب الكبرى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين، بينما بدأت بعضهم بالفعل التفكير في مرحلة تشكيل الحكومة المقبلة.
ورغم اختلاف المواقف السياسية، تتفق معظم الأحزاب على أن البلاد بحاجة إلى تشكيل سريع لحكومة مستقرة بعد الاقتراع المقرر في 29 أكتوبر الجاري.
زعيمة حزب الحرية والديمقراطية (VVD)، ديلان يسيلغوز، قالت إنها تأمل أن تبدأ المفاوضات لتشكيل الحكومة “في اليوم التالي للانتخابات”، فيما عبّر زعيم حزب D66 روب ييتن عن رغبته في أن “يقف قريبًا على درج القصر الملكي ضمن حكومة طموحة”. أما زعيمة حزب الاتحاد المسيحي (CU)، ميريام بيكر، فتمنت أن تُلتقط الصورة التقليدية للحكومة الجديدة أمام القصر “قبل حلول عيد الميلاد”.
لكن التحدي الأكبر، بحسب مراقبين، هو تجاوز الحواجز السياسية التي وضعتها الأحزاب خلال الحملة، إذ لا تزال غالبية القوى ترفض التعاون مع حزب الحرية (PVV) بزعامة خيرت فيلدرز، رغم تقدمه في استطلاعات الرأي.
في المقابل، ردّ فيلدرز على تلك المواقف قائلاً خلال تجمع انتخابي في فولندام: “حين نصبح الأكبر، سيتغير كل شيء… فالشعب هو صاحب القرار”، في إشارة إلى ثقته بأن الفوز الكبير قد يجبر خصومه على التفاوض معه.
من جانبها، أكدت يسيلغوز مجددًا أنها ترفض ائتلافًا مع تحالف اليسار GroenLinks-PvdA، مضيفة أن الاختيار سيكون بين “حكومة يسار الوسط أو يمين الوسط”، بينما قال فرانس تيمرمانس (زعيم GroenLinks-PvdA): “إن لم نصبح نحن الأكبر، فسنحصل على نسخة جديدة من حكومة يسيلغوز”.
أما زعيم حزب CDA هنري بونتنبال، فدعا كعادته إلى “كسر الحواجز السياسية” والتعاون بين أحزاب الوسط، قائلاً: “إذا نظرنا بعين الواقعية، سنجد أن البلاد تحتاج إلى اليمين واليسار معًا”. وكرر دعوته لوقف “سياسة الإقصاء وتحديد الخطوط الحمراء” التي قد تعقّد عملية التشكيل الحكومي لاحقًا.
بدوره، شدد ييتن (D66) على أهمية “توحيد القوى الإيجابية في الوسط السياسي لتشكيل جبهة معتدلة”، مؤكدًا أنه سيبذل كل جهده لتحقيق ذلك.
وبينما يستعد السياسيون لأيامهم الأخيرة من الحملة، تبقى كلمة الفصل للناخب الهولندي، الذي سيقرر خلال أيام موازين القوى في البرلمان المقبل، وما إذا كان المشهد السياسي سيتجه نحو تحالف وسطي أو مزيد من الانقسام.


+ There are no comments
Add yours