في ظل سعي الحكومة الهولندية لتحقيق أهداف طموحة في بروكسل، مثل الحصول على استثناءات في السياسات الأوروبية المتعلقة بالهجرة والأسمدة، تواجه تحديًا كبيرًا بسبب نقص تمثيل الهولنديين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وخاصة في المفوضية الأوروبية. هذا النقص يُضعف قدرة هولندا على التأثير في صياغة السياسات الأوروبية التي تمس مصالحها.
حاليًا، يعمل 32,484 موظفًا في المفوضية الأوروبية، لكن من بينهم 595 فقط من الهولنديين، وهو عدد أقل بكثير من المفترض بالنسبة لبلد بحجم هولندا. في المقابل، تُظهر دول مثل إيطاليا وبلجيكا تمثيلًا أكبر بكثير. ووفقًا للمعايير السكانية، كان ينبغي أن يكون هناك 1,279 موظفًا هولنديًا في المفوضية.
يُعزى هذا النقص إلى عدة عوامل، منها النظرة السلبية العامة في هولندا تجاه الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى توافر فرص عمل جيدة داخل هولندا نفسها، مما يجعل العمل في الاتحاد الأوروبي أقل جاذبية. كما أن طريقة التوظيف في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، التي تعتمد بشكل كبير على اجتياز اختبارات معرفية، تُعتبر غير مناسبة للكثير من الهولنديين الذين يعتمد تعليمهم على تنمية المهارات أكثر من حفظ المعلومات.
جهود لزيادة التمثيل الهولندي
لمواجهة هذا النقص، قدمت الحكومة الهولندية في عام 2023 منحة دراسية لطلاب الدراسات الأوروبية، خاصة لمن يدرس في كلية أوروبا، وهي مؤسسة تعليمية مرموقة تُعد الطلاب للعمل في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقد بدأت هذه المبادرة تؤتي ثمارها، حيث زاد عدد الطلاب الهولنديين المسجلين في الكلية بشكل ملحوظ.
ورغم هذه الجهود، تظل المخاوف قائمة بشأن مستقبل التمثيل الهولندي في الاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب عدد من المسؤولين الهولنديين البارزين من التقاعد، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة في السنوات القادمة.
+ There are no comments
Add yours