بدأ البرلمان الهولندي (Tweede Kamer) اليوم مناقشات الموازنة العامة (Miljoenennota) خلال الجلسات التقليدية المعروفة بـ “المناقشات السياسية العامة” (Algemene Politieke Beschouwingen)، التي تعقد سنويًا عقب Prinsjesdag. وتمتد المناقشات يومين، حيث يتحدث اليوم قادة الكتل النيابية، فيما يرد غدًا رئيس الوزراء المؤقت ديك شخوف باسم الحكومة.
سجال عنيف بين فيلدرز وتيمرمانس
الجلسة شهدت مواجهة قوية بين زعيم حزب الحرية (PVV) خيرت فيلدرز وزعيم تحالف اليسار-الخضر/العمل (GL-PvdA) فرانس تيمرمانس.
تيمرمانس اتهم فيلدرز بأنه “وضع البلاد في حالة شلل” وتسبب في تراجع الثقة بالسياسة. فيلدرز ردّ بأن حزبه حصل على 2.5 مليون صوت في الانتخابات الماضية، لكنه انسحب من الحكومة “بصدق أمام الناخبين” بعد أن تعذر تنفيذ برنامجه. وسرعان ما رد بوصف تيمرمانس نفسه بـ”الهارب” بسبب خروجه من حكومة روتّه الثانية عام 2014 للعمل في المفوضية الأوروبية.
قضايا اللجوء والهجرة في الواجهة
في مداخلته، دعا فيلدرز إلى فرض وقف فوري للجوء واصفًا استمرار استقبال المهاجرين بأنه “انتحار وطني”. وقال إن “المشكلة في هولندا ليست مع الرجال عمومًا بل مع الأجانب والإسلام”.
رئيس كتلة حزب الوسط الجديد (NSC) إدي فان هييوم ردّ بأن فيلدرز نفسه كان بإمكانه التأثير على سياسات اللجوء لو لم ينسحب من الحكومة، متهمًا إياه بتعطيل التشريعات.
نقاش حول المصداقية والعمل البرلماني
كما هاجم زعيم حزب الاشتراكي (SP) جيمي دييك حزب الحرية بدعوى أنه منح امتيازات للأثرياء في اتفاق حكومي سابق، بينما يزعم الدفاع عن “الأسرة العادية”. فيلدرز دافع عن نفسه معتبرًا أن الحكم يقوم على تسويات، مضيفًا أن برنامج SP “يحمل ملامح كوبية”.
من جهته، انتقد زعيم حزب Volt لورانس داسن غياب نواب PVV عن جلسات عدة، وهو ما رفضه فيلدرز.
موازنة “فقيرة بالسياسات”
وزير المالية المؤقت إيلكو هاينن (VVD) أقرّ بأن الموازنة الحالية “محدودة السياسات” بسبب الوضع الحكومي، لكنها تظل وثيقة أساسية. وأوضح أن الحكومة لا تملك سوى 32 مقعدًا من أصل 150 بعد انسحاب PVV وNSC، ما يجعلها بحاجة دائمًا لدعم المعارضة.
أجواء انتخابية
مع بقاء أقل من شهر ونصف على الانتخابات المبكرة (29 أكتوبر)، من المتوقع أن تتحول هذه المناقشات إلى ساحة انتخابية مفتوحة، حيث تسعى الأحزاب لإبراز مواقفها أمام الناخبين.


+ There are no comments
Add yours