تشهد هولندا، اليوم الثلاثاء، “برينسخسداخ” (Prinsjesdag)، وهو اليوم الذي يقدّم فيه الملك فيليم-ألكسندر خطاب العرش ويعرض فيه مجلس الوزراء مشروع الموازنة العامة (مليونين نوتا) أمام البرلمان. ورغم الطابع الاحتفالي والتقليدي لهذا اليوم، إلا أن الظرف السياسي الراهن غير مسبوق.
حكومة منقسمة
الحكومة الحالية برئاسة ديك شخوف تعمل بصفة تصريف أعمال، بعد أن انسحب منها حزب الحرية (PVV) في يونيو وحزب الوسط الجديد (NSC) في أغسطس، ليبقى من الائتلاف السابق فقط حزبا الليبرالي VVD والمزارعين BBB، بما مجموعه 32 مقعدًا فقط من أصل 150 في مجلس النواب.
هذا يعني أن أي خطة حكومية تحتاج إلى دعم من المعارضة، ما يجعل الموازنة الجديدة “فقيرة بالسياسات” كما وصفها رئيس الوزراء، لكنها تبقى “وثيقة مهمة”.
اقتصاد قوي لكن أزمات قائمة
ورغم هشاشة الوضع السياسي، يواصل الاقتصاد الهولندي أداءه الجيد. فقد أعلن مكتب الإحصاء المركزي (CBS) في أغسطس أن الاقتصاد حقق نموًا “استثنائيًا” في الربع الثاني من العام، فيما أظهرت بيانات جديدة أن القوة الشرائية للأسر سترتفع 1.3% العام المقبل.
لكن ملفات كبرى مثل أزمة السكن وأزمة النيتروجين لا تزال عالقة بسبب غياب توافق سياسي.
انتخابات تلوح في الأفق
برينسخسداخ هذا العام يأتي قبل انتخابات برلمانية مبكرة في 29 أكتوبر، ما يمنح النقاشات حول الموازنة بعدًا انتخابيًا واضحًا.
تجربة عام 2023 أظهرت أن المناقشات العامة السياسية (Algemene Politieke Beschouwingen) تتحول سريعًا إلى ساحة حملات انتخابية، وهو ما يتوقع أن يتكرر هذا الأسبوع، إيذانًا بانطلاق السباق الانتخابي رسميًا.
التقاليد تبقى كما هي
ورغم كل ذلك، تظل الطقوس قائمة: موكب العربات الملكية، خطاب العرش في قاعة الفرسان، ثم مشهد الشرفة الملكية، وصولًا إلى تقديم مشروع الموازنة في البرلمان.


+ There are no comments
Add yours