تشهد أروقة حزب الحرية (PVV) توترات داخلية متزايدة، حيث يجد زعيم الحزب خيرت فيلدرز نفسه في صراع متنامٍ مع وزراء الدولة والوزراء التابعين لحزبه. ووفقًا لمصادر في لاهاي، بما في ذلك أعضاء داخل الحزب، فإن الأجواء أصبحت مشحونة، والخلافات في تصاعد مستمر، حسبما أفاد موقع Hart van Nederland. وقد أصبحت علاقات فيلدرز ببعض أعضاء حزبه فاترة، وبدأ الكثيرون يتساءلون عمّا إذا كان لا يزال يمتلك زمام السيطرة على الحزب.
لطالما اشتهر فيلدرز بسيطرته المحكمة على حزبه، حيث كان الأعضاء يتبعون توجيهاته دون تردد. إلا أن الوضع يبدو مختلفًا منذ دخول الحزب الحكومة، إذ بدأ الانقسام يظهر بشكل علني. وتشير مصادر من داخل أحد الأحزاب الشريكة في الائتلاف إلى أن وزراء PVV ووزراء الدولة باتوا أكثر ميلاً للتقارب مع حزبي “التحالف من أجل الأمن القومي” (NSC) و”الحزب الشعبي للحرية والديمقراطية” (VVD)، وهو تحول أثار استياء قاعدة فيلدرز الشعبية.
وقد بدأت هذه التوترات تنعكس على آراء الناخبين. إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه Hart van Nederland أن 62% من أنصار الحزب يشعرون بأن فيلدرز يفقد السيطرة على حزبه. كما انخفضت شعبيته بين قاعدته، حيث أصبحت وزيرة الدولة إنغريد كونرادي (العدل والأمن) تحظى بنفس مستوى التأييد الشعبي الذي يحظى به فيلدرز نفسه. وعبّر 45% من ناخبي الحزب عن ترددهم في خياراتهم الانتخابية القادمة، فيما يفكر 33% في التصويت لحزب آخر، ويعتزم 12% الامتناع عن التصويت نهائيًا.
كونرادي، وهي إحدى أعضاء PVV في الحكومة، باتت تتخذ مواقف مغايرة لفيلدرز بشكل متزايد. فبينما يرفض فيلدرز بشدة الإفراج المبكر عن السجناء بسبب نقص أماكن الاحتجاز، تواصل كونرادي، بصفتها وزيرة دولة، دعم هذا الإجراء. كما وجهت انتقادات علنية لزميلتها في الحزب، مارجولين فابر، على خلفية أزمة “الوسام الشرفي” المعروفة إعلاميًا بـ”Lintsjesrel”، وهو موقف أثار انتقادات من زملائها في مجلس الوزراء، أبرزهم وزير البنية التحتية والمياه، باري مادلينر، الذي أعرب مؤخرًا عن خيبة أمله من موقفها.
ويرى مراقبون أن هذه التوترات تعكس تدهور العلاقات الشخصية داخل حزب PVV. إذ تم إلغاء الاجتماعات الأسبوعية المعتادة بين قيادة الحزب وأعضائه في الحكومة عدة مرات في الأسابيع الأخيرة. ورغم أن الحزب برّر ذلك بتضارب المواعيد، إلا أن مصادر داخلية أكدت أن السبب الحقيقي يعود إلى الخلافات الداخلية. ومع ذلك، عُقد الاجتماع هذا الأسبوع أخيرًا، بعد عدة محاولات فاشلة.
+ There are no comments
Add yours