لا تزال الأسعار في هولندا تسجل ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ معدل التضخم 3.7% في مارس، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء (CBS). ورغم أن هذه النسبة أقل بقليل من الشهر السابق، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من المعدل المستهدف للبنك المركزي الأوروبي (ECB) البالغ 2%.
تراجع أسعار الطاقة لم يحد من التضخم
أحد العوامل التي ساهمت في تراجع طفيف لمعدل التضخم هو انخفاض أسعار الطاقة، بما في ذلك البنزين والديزل، بنسبة 3.4% مقارنة بالعام الماضي. وكان الانخفاض في فبراير أقل حدة، حيث بلغ 1.9%. ومع ذلك، لم يكن هذا التراجع كافيًا لتعويض الارتفاع في قطاعات أخرى.
ارتفاع أسعار الغذاء يعزز التضخم
على الرغم من انخفاض تكاليف الطاقة، استمرت أسعار المواد الغذائية والمشروبات والتبغ في الارتفاع بنسبة 7.1% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. ورغم أن هذه الزيادة أقل من 7.5% المسجلة في فبراير، إلا أن زيادة الضرائب على التبغ والمشروبات الكحولية أدت إلى تفاقم ارتفاع الأسعار في هذا القطاع.
السلع والخدمات تشهد ارتفاعًا إضافيًا
إلى جانب المواد الغذائية، شهدت الخدمات، مثل الحلاقة والتأمين، ارتفاعًا بنسبة 1.6%، مقارنة بـ 1.5% في فبراير. كما زادت أسعار السلع الصناعية بنفس النسبة، مما أدى إلى استمرار الضغط التضخمي على المستهلكين.
البيانات النهائية تصدر في أبريل
يُشار إلى أن هذه الأرقام تمثل تقديرات أولية، على أن يتم نشر البيانات النهائية في 8 أبريل. وعادةً ما تكون التعديلات على هذه التقديرات طفيفة، ولكنها قد تعكس تغييرات دقيقة في بعض القطاعات.
الأجور تعوض التضخم جزئيًا
وفقًا للخبير الاقتصادي إيغور جامبو من Rabobank، فإن ارتفاع الأجور في هولندا ساعد في تعويض جزء من تأثير التضخم. فقد شهد العام الماضي أكبر زيادة في الأجور منذ أكثر من 40 عامًا، بمتوسط نمو بلغ 6.7%. ومع ذلك، تختلف هذه الزيادات بين القطاعات، حيث شهد العاملون في القطاع الثقافي زيادات أقل، مما جعلهم أكثر تأثرًا بارتفاع الأسعار.
سبل مواجهة التضخم
يؤكد خبراء الاقتصاد أن هناك خيارات متاحة أمام المستهلكين للحد من تأثير التضخم على حياتهم اليومية. من بين هذه الحلول:
- التوقف عن التدخين، نظرًا للارتفاع الكبير في أسعار التبغ.
- البحث عن فرص عمل ذات رواتب أعلى، خاصة مع استمرار نقص العمالة في السوق الهولندي، مما يتيح فرصًا وظيفية أفضل.
ويترقب الخبراء صدور البيانات النهائية خلال الأيام المقبلة، لمعرفة مدى استقرار التضخم وما إذا كان هناك اتجاه لانخفاضه في الأشهر المقبلة.
+ There are no comments
Add yours