أعلن بيتر أومتزخت، زعيم حزب “العقد الاجتماعي الجديد” (Nieuw Sociaal Contract – NSC)، انسحابه من الحياة السياسية الهولندية، موضحًا أن تعافيه من أعراض الإنهاك النفسي (الاحتراق الوظيفي) لم ينجح في ظل الضغوط الشديدة التي تفرضها أجواء السياسة في لاهاي.
وقال أومتزخت في مقطع فيديو نشره عبر منصة “إكس”: “للمرة الأولى، أختار أن أضع عائلتي وصحتي في المقام الأول”، مؤكدًا أن قراره ساري المفعول فورًا، وأنه لن يواصل أي دور خلف الكواليس داخل الحزب.
وأضاف أومتزخت أنه يُسلّم رئاسة الكتلة البرلمانية لحزب NSC إلى نائبة رئيس الكتلة الحالية نيكولين فان فرونهوفن، مؤكدًا أنه يثق تمامًا في قيادتها.
لا تأثير على الحكومة
بحسب مصادر من داخل أحزاب الائتلاف الحكومي، فإن استقالة أومتزخت لن تهدد استمرارية الحكومة، إذ تمنّى قادة أحزاب الائتلاف — خيرت فيلدرز (PVV)، ديلان يشيلغوز (VVD)، وكارولين فان دير بلاس (BBB) — لأومتزخت التوفيق في مستقبله. كما أعرب رئيس الوزراء ديك سخوف عن تمنياته له بـ”الراحة المستحقة”، واصفًا إياه بـ”ممثل الشعب الحقيقي”، معتبرًا قراره “شجاعًا ومؤسفًا في آنٍ واحد”.
تاريخ من الانسحابات المؤقتة
عانى أومتزخت سابقًا من أعراض الإنهاك النفسي، واضطر للانسحاب مؤقتًا من العمل السياسي أكثر من مرة، بدأت أولها عام 2021 حين كان لا يزال عضوًا في حزب CDA. وعند عودته، قرر الانفصال عن الحزب وتأسيس حركة سياسية خاصة به، تحوّلت لاحقًا إلى حزب NSC.
في انتخابات نوفمبر 2023، حقق الحزب المفاجأة بحصوله على 20 مقعدًا في البرلمان. ورغم عودته التدريجية للحياة السياسية، فإن الضغوط لم تتوقف، وكان آخر ظهور عاطفي له خلال مقابلة تلفزيونية حين أجهش بالبكاء على الهواء.
21 عامًا في السياسة
وبهذا القرار، يطوي أومتزخت صفحة امتدت لـ21 عامًا في السياسة الوطنية. وقال في بيانه:
“رغم أنني ما زلت أمتلك الكثير من الأفكار، ورغم أن عملي من أجل ضحايا فضيحة بدلات الرعاية، وخاصة الأطفال الذين انتُزعوا من أسرهم، لم ينتهِ بعد، فإنني أقول بأسف عميق إنني لن أستطيع إكمال فترة ولايتي البرلمانية”.
وأكد أن أفكار حزب “العقد الاجتماعي الجديد” بشأن تعزيز العدالة الاجتماعية والإدارة الرشيدة “باتت في أيدٍ أمينة”.
ومن المقرر أن يُنهي أومتزخت مهامه رسميًا الشهر المقبل، ويودّع البرلمان والحزب نهائيًا.
+ There are no comments
Add yours