تخبط حكومي… إلغاء أولوية اللاجئين في السكن الاجتماعي رغم التحذيرات من تفاقم الأزمة

تستعد وزيرة الإسكان مونا كايزر (BBB) لتقديم مشروع قانون يمنع البلديات من منح اللاجئين أولوية في الحصول على الإسكان الاجتماعي، وفقاً لما كشفه مصادر مطلعة لصحيفة De Telegraaf. وتؤكد كايزر أن هدفها هو إتاحة فرص متساوية للجميع في الحصول على السكن الاجتماعي، إلا أن هذا القانون قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الاكتظاظ المستمرة في مراكز اللجوء الهولندية.

إلغاء الأولوية وتأثيره على مراكز اللجوء

حاليًا، يسمح للبلديات بإعطاء اللاجئين أولوية في قوائم انتظار الإسكان الاجتماعي، وذلك لتخفيف الضغط عن الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA)، التي تعاني منذ سنوات من نقص حاد في أماكن الإيواء مقارنة بعدد اللاجئين. ويرجع ذلك جزئياً إلى أزمة السكن التي تواجهها هولندا. إذ يبقى اللاجئون، أي طالبو اللجوء الذين حصلوا على تصاريح إقامة، في مراكز الاستقبال لعدم توفر مساكن بديلة لهم، مما يمنع استخدام أسرّتهم لاستقبال طالبي لجوء جدد.

قوائم الانتظار الطويلة ومعارضة الائتلاف الحاكم

تعد قوائم انتظار السكن الاجتماعي في هولندا طويلة للغاية، حيث أظهرت دراسة عام 2023 أن متوسط فترة الانتظار للحصول على سكن اجتماعي يبلغ سبع سنوات، بينما قد يكون أطول في المدن الكبرى. وتعتبر أحزاب الائتلاف الحاكم PVV وVVD وNSC وBBB أن منح اللاجئين أولوية يساهم في إطالة قوائم الانتظار، لذا تسعى كايزر لحظر هذه الممارسة من خلال مشروع قانونها الجديد.

وعلى الرغم من أن البلديات ستظل مسؤولة عن توفير مساكن للاجئين، فإن تقارير Telegraaf تشير إلى أن كايزر تعمل أيضًا على مشروع قانون آخر يهدف إلى إلغاء هذه المسؤولية تماماً. وسيظل اللاجئون قادرين على التسجيل للحصول على سكن اجتماعي، لكنهم سيخضعون لنفس قوائم الانتظار كباقي المتقدمين.

مخاوف وتحذيرات من الفوضى في نظام اللجوء

أعرب اتحاد البلديات الهولندي (VNG) عن قلقه إزاء هذه الخطوة، محذراً في رسالة وجهها إلى الحكومة الشهر الماضي من أن إلغاء الأولوية سيؤدي إلى جمود في انتقال اللاجئين إلى مساكن دائمة، مما قد يتسبب في فوضى داخل منظومة اللجوء.

كما انتقدت منظمة Aedes، التي تمثل شركات الإسكان في هولندا، مشروع القانون. وفي رسالة وجهتها للبرلمان الأسبوع الماضي، حذرت من أن عدم منح اللاجئين سكناً سريعاً سيؤثر سلباً على اندماجهم في المجتمع، مما سيجعلهم أقل قدرة على بناء حياتهم والمساهمة في المجتمع.

تناقض في سياسات الحكومة

في الوقت الذي تتخذ فيه كايزر إجراءات تعرقل خروج اللاجئين من مراكز الاستقبال، تسعى زميلتها وزيرة اللجوء مارجولين فابر لإقناع البلديات باستقبال المزيد من اللاجئين. حيث أعلنت فابر يوم الجمعة عن مكافأة قدرها 30 ألف يورو لكل بلدية تستقبل لاجئاً يقيم حاليًا في أحد مراكز COA. كما تضغط على البلديات لإنشاء “مواقع انتقالية” يمكن للاجئين أن يبدأوا فيها حياتهم في هولندا أثناء انتظارهم لحلول سكنية دائمة، مقابل 60 يورو يومياً لكل لاجئ في هذه المرافق.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours