اليمنيين في هولندا بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان الصمت وقبول الامر الواقع

قد يبدو عنوان هذا المقال غريباً، لكنه يعكس بشكل دقيق الواقع الذي يعيشه اليمنيون في هولندا، بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان الصمت والقبول بالأمر الواقع.
شهدت مدينة لاهاي يوم أمس مظاهرة نظمها يمنيون، وهي ليست الأولى من نوعها، بل جاءت ضمن سلسلة من المظاهرات السابقة. برأيي، هذه المظاهرات خطوة إيجابية لأن السكوت يعني ضياع الحقوق، وهو خيار يجب أن نتجنبه.

قد يعتقد البعض أن مثل هذه المظاهرات والتحركات التي يقوم بها اليمنيون، سواء عبر كيانات ومنظمات أو بشكل مستقل من قبل شباب الكامبات، قد تؤدي إلى استفزاز الهولنديين، وخصوصاً اليمين المتطرف، قد يبدو هذا صحيحًا من زاوية معينة، لكنه يغفل حقيقة أساسية وهي أن اليمين المتطرف لا يحتاج إلى ذرائع إضافية لمهاجمة اللاجئين فسياساتهم مبنية على رفض اللاجئين بشكل مطلق، سواء أبدينا احتجاجاً أم التزمنا الصمت.

التاريخ مليء بالدروس التي تؤكد أن السكوت وعدم المطالبة بالحقوق لا يؤدي إلى تحقيقها. مثالًا على ذلك، نرى تجربة حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة خلال الستينيات، لو أن قادة الحركة، مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، اختاروا الصمت خوفاً من عنف جماعات متطرفة مثل “كو كلوكس كلان”، لما حصل الأمريكيون من أصل أفريقي على حقوقهم المدنية. رغم كل التهديدات، واجهوا الظلم بشجاعة، عبر المظاهرات السلمية والضغط الإعلامي والمطالبات القانونية، حتى أصبحت قضيتهم محور اهتمام العالم، وأثمرت جهودهم في إحداث تغييرات قانونية تاريخية.

هذا المثال يوضح لنا أنه حتى في ظل وجود مخاطر، المطالبة بالحقوق والتحرك القانوني والسلمي هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة، خاصة عندما نعيش في بلد يكفل لنا حرية التعبير ويحمي حقوقنا مثل هولندا.

المعركة القانونية التي يقودها الإخوة في مختلف الكيانات والمنظمات اليمنية مشكورة، لكنها وحدها لا تكفي، يجب أن تتكامل الجهود مع خطوات أخرى تشمل التحرك الشعبي، الإعلامي، والمظاهرات والعمل عبر جميع الوسائل سيعزز من فرصنا في تحقيق مطالبنا وضمان حقوقنا.

وأود أن أوجه نصيحة للإخوة رؤساء وأعضاء الكيانات اليمنية المختلفة

 إن كنتم تسعون بصدق لخدمة اليمنيين، عليكم الخروج من قوقعة المناصب والتواصل المباشر مع الناس، زورا الكامبات، تعرفوا على أحوالهم، وقدموا لهم الدعم المعنوي والنصائح، يجب أن يكون تواصلكم مع اليمنيين يومياً، وليس مقتصراً على بيانات رسمية تصدر بشكل روتيني وممل.

تنافسوا على خدمة اليمنيين، وابدعوا في اقتراح أفكار جديدة تخدمهم، خصوصاً أولئك الذين يعانون في الكامبات، نظموا مظاهرات واجعلوا كل كيان يدعو إلى تحرك، ونحن جميعاً سندعمكم ، يجب أن يصل صوت اليمنيين إلى صناع القرار في هولندا، وهذا لن يتحقق إلا بالتكاتف والعمل المشترك.

نقدر الجهود التي تبذلونها، لكن وفق استطلاع رأي أجريناه، أشار العديد من اليمنيين إلى وجود قصور في دور الكيانات اليمنية، فنحن نعلم أنكم تعملون بجد، ولكن نأمل أن تطوروا من أساليبكم وطرقكم لدعم الجالية اليمنية في هولندا.

أردت من خلال هذا المقال أن أركز على أهمية الاستمرار في الضغط على الحكومة عبر جميع الوسائل المتاحة

 مظاهرات، إعلام، مسيرات، وقفات، ومتابعات قانونية، لا يجب أن نكتفي بسلوك طريق واحد، لأن الضرر الذي نتعرض له كيمنيين لن يستثني أحدًا.

 التكاتف والعمل المشترك هما السبيل الوحيد لتحقيق مطالبنا وضمان حقوقنا.

#هولندا عربية

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours