تعرضت الهجمات العنيفة على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين من فريق مكابي في أمستردام، ليلة أمس، لإدانة سياسية واسعة. وصرح رئيس الوزراء الهولندي، شوف، ووزير العدل، فان ويل، بأن هذه الاعتداءات تستهدف الإسرائيليين بشكل مقصود ومعادٍ للسامية.
كما أجرى الملك فيليم ألكسندر اتصالاً بالرئيس الإسرائيلي هرتسوغ معرباً عن صدمته من هذه الأحداث، قائلاً: “لا يمكننا تجاهل السلوك المعادي للسامية في شوارعنا.”
وأكد شوف، بعد حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجناة سيلاحقون ويحاسبون. وقد أرسلت إسرائيل طائرات إضافية لإجلاء مشجعيها من أمستردام، ويرافقهم وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، في إحدى الرحلات.
وأشار شوف إلى أن الاعتداء على المشجعين جاء في توقيتٍ حساس تزامنًا مع إحياء الذكرى السنوية لليلة الكريستال “Kristallnacht”، وهي ذكرى الهجمات النازية على اليهود في ألمانيا عام 1938. وقال شوف من بودابست، حيث كان يحضر اجتماعاً أوروبياً: “هذا العنف هو عنف معادٍ للسامية ضد الإسرائيليين.”
وأوضح وزير العدل، فان ويل، أن المعتدين طافوا المدينة للبحث عن اليهود، واستفسروا من الأفراد عن جنسياتهم، وعند معرفتهم بجنسية الإسرائيليين، تعرضوا للاعتداء،وأضاف: “لا يمكن أن يكون هناك فعلٌ أكثر معاداةً للسامية من هذا.” وتم تعزيز الحراسة الأمنية على الفنادق التي يقيم فيها المشجعون الإسرائيليون.
وذكرت سلطات أمستردام أن الاعتداءات شملت اعتداءات جسدية واستخدام الألعاب النارية، رغم الانتشار الأمني الكبير في المدينة،وعبرت عمدة أمستردام، هالسيما، عن أسفها العميق في مؤتمر صحفي ووصفت الليلة بأنها “ليلة سوداء”، مشيرة إلى أن الاعتداءات أعادت للأذهان ذكريات المذابح.
وسيجري مجلس المدينة تحقيقاً موسعاً في بداية الأسبوع المقبل، مع مناقشة عامة في المجلس البلدي لاحقاً.
مباراة ضد أياكس
كان المشجعون الإسرائيليون قد قدموا إلى أمستردام لمتابعة مباراة فريق مكابي تل أبيب ضد فريق أياكس الهولندي، وتواجد نحو 2600 مشجع إسرائيلي، وظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مشجعين إسرائيليين يتعرضون للمطاردة والاعتداء من قبل رجال ملثمين، بينما هتف المعتدون بشعارات مثل “فلسطين حرة”.
وأعلنت الشرطة القبض على 62 شخصاً على الأقل، فيما نُقل خمسة من المصابين إلى المستشفى.
إدانات واسعة
قوبلت الاعتداءات في أمستردام بغضب واسع في الأوساط السياسية. وأدان عدد من قادة الأحزاب، منهم فيلدرز من حزب الحرية ويسيغوز من حزب الشعب للحرية والديمقراطية، الاعتداءات، ووصفوها بأنها عودة لصورة “مطاردة اليهود في شوارع أمستردام”، واعتبر فيلدرز أن عمدة أمستردام ينبغي أن تستقيل بسبب ما وصفه بغياب الحماية الكافية، ودعا إلى ترحيل الجناة خارج البلاد.
صورة بشعة
وصف زعيم حزب NSC، فارهونوفن، الأحداث بأنها تذكره بـ”أحلك صفحات التاريخ”، بينما أكد زعيم GroenLinks-PvdA، تيمرمانز، أن الهجمات على اليهود الإسرائيليين في أمستردام “أمر مرعب ويثير الغضب”.
استنكار ملكي
في لفتة تضامن، عبر الملك فيليم ألكسندر عن مواساته للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، وقال في بيان إن “التاريخ يعلمنا كيف تتفاقم الأمور من التهديد إلى الكوارث، ويجب أن يشعر اليهود بالأمان في هولندا في كل مكان وزمان.”
+ There are no comments
Add yours