قضت محكمة في أمستردام بأن وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية فيفيان فابر (من حزب PVV) لا تملك الحق في خفض دعم منظمة “Vluchtelingenwerk Nederland” إلى النصف، في حكم يمثل صفعة قوية لسياسة الحكومة بشأن تمويل اللاجئين.
تمويل طويل الأمد في خطر
حتى هذا العام، تلقت Vluchtelingenwerk دعمًا حكوميًا قدره 13 مليون يورو، بالإضافة إلى مبلغ إضافي مرتبط بعدد طلبات اللجوء، مما رفع إجمالي التمويل إلى نحو 34 مليون يورو. لكن الوزيرة فابر أعلنت مؤخرًا أن التمويل الكلي سيتوقف عند 13 مليون يورو فقط، مما يهدد قدرة المنظمة على أداء مهامها.
احتجت المؤسسة ولجأت إلى القضاء، معتبرة القرار إجراءً تعسفيًا وغير مدروس. وقال رئيس مجلس إدارتها فرانك كاندل: “لا يمكن إنهاء علاقة تمويل امتدت 45 عامًا بقرار مفاجئ”.
القضاء يرفض خفض الدعم دون خطة واضحة
أوضح القاضي أن أي تغيير جوهري في الدعم الحكومي يجب أن يستوفي شروط القانون الإداري العام، ولا يمكن إيقافه إلا في ظل ظروف متغيرة جوهرية أو رؤية سياسية جديدة تستدعي ذلك. كما يجب منح المنظمة مهلة زمنية معقولة، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة. وأكدت المحكمة أيضًا أن خطة تقليص التمويل غير واضحة تمامًا حتى الآن.
دور حيوي في دعم اللاجئين
تلعب Vluchtelingenwerk دورًا محوريًا منذ عام 2010 في مساعدة طالبي اللجوء خلال إجراءاتهم القانونية، حيث يقوم محامون ومتطوعون بتوجيههم في إجراءات الهجرة، وشرح حقوقهم وواجباتهم، ومساعدتهم في تقديم المستندات المطلوبة.
نظرًا لتراكم طلبات اللجوء والتأخير الطويل في معالجتها، قد ينتظر بعض اللاجئين سنتين قبل صدور القرار، وخلال هذه الفترة تصبح المنظمة الجهة الرئيسية التي يعتمدون عليها.
معركة تمويل في ظل أزمة لجوء متفاقمة
جاء القرار في وقت يشهد نظام اللجوء الهولندي أزمة حادة، حيث تعاني مراكز الاستقبال من الاكتظاظ الشديد. رحبت Vluchtelingenwerk بالحكم، قائلة: “هذا القرار يضمن استمرار الدعم القانوني المستقل لطالبي اللجوء، وهو أمر ضروري في ظل انهيار نظام الاستقبال الحالي”.
في المقابل، لم تصدر الوزيرة فابر أي تعليق على الحكم حتى الآن، رغم أن البرلمان وافق نهاية العام الماضي على مراجعة سنوية لمدى استحقاق المنظمات للدعم الحكومي.
ماذا بعد؟
يبقى السؤال الأهم: هل ستلتزم الحكومة بالحكم، أم ستتخذ إجراءات جديدة لتقليل التمويل بطرق أخرى؟ في ظل سياسات حزب PVV المتشددة تجاه الهجرة، يبدو أن المعركة حول تمويل دعم اللاجئين لم تنتهِ بعد.
+ There are no comments
Add yours