تشهد هولندا تزايدًا لافتًا في أعداد طالبي اللجوء الذين يحصلون على فرص عمل، في تطور يُسهم في تعزيز اندماجهم المجتمعي ويخفف في الوقت نفسه من نقص الأيدي العاملة الذي تعاني منه بعض القطاعات.
قفزة في تصاريح العمل
وفق بيانات حكومية وهيئات تشغيل، جرى إصدار نحو 9,500 تصريح عمل لطالبي لجوء في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بـ 700 تصريح فقط في الفترة نفسها من عام 2023.
مبادرات لربط طالبي اللجوء بسوق العمل
ويعود هذا النمو إلى برنامج تجريبي مشترك بين هيئة العمل (UWV)، والهيئة المركزية لشؤون طالبي اللجوء (COA)، ورابطة البلديات الهولندية، يهدف إلى ربط المقيمين في مراكز الاستقبال مباشرة بأصحاب العمل وتقليل أثر عدم اليقين بشأن ملفات لجوئهم أو احتمالات نقلهم.
تغيير قانوني حاسم
في أواخر 2023، أصدر مجلس الدولة حكمًا سمح لطالبي اللجوء بالعمل طوال العام عبر تصريح خاص، بعد أن كان مسموحًا لهم بالعمل لستة أشهر فقط في السنة.
قطاعات مستفيدة وتجارب شخصية
أغلب الوظائف التي يشغلها طالبي اللجوء تتركز في الضيافة، والتنظيف، والزراعة، ومراكز التوزيع، خصوصًا في أمستردام والمناطق المحيطة بها.
يقول عديل حيدر، طالب لجوء من باكستان: «من خلال زملائي أتعلم مهارات الطلاء وأطور لغتي الهولندية». أما السوري محمد مووقت فأوضح أن العمل يمنحه “هيكلًا يوميًا” ويخفف من قلقه على عائلته في سوريا.
فوائد أوسع للاندماج
الباحث في المكتب الهولندي للتخطيط الاجتماعي والثقافي ياكو داغيفوس يرى أن السماح لطالبي اللجوء بالعمل طوال العام يجعلهم “أكثر جاذبية لأصحاب العمل”، مضيفًا أن ذلك يساعدهم على تعلم اللغة والثقافة الهولندية، مما يسهّل اندماجهم عند حصولهم على الإقامة الدائمة.


+ There are no comments
Add yours