استطلاع صادم: الهولنديون فقدوا الثقة… فيلدرز يُقسّم البلاد

أدى قرار السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز بسحب حزبه “من أجل الحرية” (PVV) من الائتلاف الحكومي، إلى تعميق الانقسام السياسي في هولندا وتآكل ما تبقى من ثقة الشعب بالحكومة.

وأظهر استطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة Ipsos I&O لصالح هيئة الإذاعة الهولندية NOS، أن الثقة في قدرة الحكومة المقبلة على حل مشكلات البلاد تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، إذ أعرب 11% فقط من المشاركين عن ثقتهم، مقارنة بـ20% عقب سقوط حكومة مارك روتّه الأخيرة.

انقسام داخل الأحزاب الكبرى

الانقسام طال حتى الأحزاب التقليدية. ففي حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، الذي قاد الحكومة المنهارة، أبدى 42% من ناخبيه رغبتهم في استبعاد حزب فيلدرز من أي مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة، بينما عارض ذلك 34%. هذا الانقسام يضع زعيمة الحزب، ديلان يسيلغوز، في موقف صعب، إذ ترفض حتى الآن الإفصاح عن موقفها من التعاون مع PVV.

من جهة أخرى، يُظهر الاستطلاع أن غالبية ناخبي حزب الوسط المسيحي الديمقراطي (CDA) – ما نسبته 73% – يعارضون بشكل واضح الدخول في ائتلاف مستقبلي مع فيلدرز، بينما كانت الآراء منقسمة لديهم حول التعاون مع تحالف اليسار “غروين لينكس-العمال”: 33% مع، مقابل 37% ضد.

من يتحمل المسؤولية؟

بحسب الاستطلاع الذي شمل أكثر من 2200 مشارك، رأى 60% من الهولنديين أن PVV فضّل مصلحة الحزب على مصلحة البلاد بسقوط الحكومة، بينما اعتبر مؤيدو فيلدرز أن المسؤولية تقع على عاتق المعارضة اليسارية، وسائل الإعلام، وحليفه السابق في الائتلاف حزب NSC، بسبب “عرقلة متعمدة” لمطالبه خاصة فيما يتعلق بسياسة اللجوء.

واتفق غالبية أنصار PVV على أن أحزاب الائتلاف الأخرى – VVD، NSC، BBB – أفشلت مقترحاته المتعلقة بتشديد سياسة الهجرة.

بونتنبال يتصدر قائمة القادة المفضلين

في خضم هذا المناخ المتوتر، برز زعيم حزب CDA، هنري بونتنبال، باعتباره أكثر القادة السياسيين شعبية، حيث حصل على تقييم 6.4 من 10. وجاءت بعده يسيلغوز وفيلدرز (5)، ثم زعيم اليسار فرانس تيمرمانز (4.3).

وقال الباحث بيتر كانّه من Ipsos: “ما يلفت الانتباه هو انخفاض تقييم كل من فيلدرز وتيمرمانز مقارنةً بثلاثة أسابيع مضت – ليس من قبل مؤيديهم بل من قبل الناخبين الآخرين، ما يدل على تفاقم مشاعر النفور المتبادل”.

أزمة حكومية… بلا تأثير انتخابي حتى الآن

ورغم الأزمة السياسية العميقة، لم تُظهر استطلاعات النوايا أي تراجع كبير في شعبية PVV، بحسب ما أكده كانّه، مضيفًا أن ثلاثة أحزاب لا تزال تتصدر المشهد وهي: PVV، تحالف GroenLinks-PvdA، وحزب VVD.

الإسكان يتصدر اهتمامات الناخبين

وعلى الرغم من أن قضية الهجرة كانت سببًا مباشرًا في انهيار حكومتين متتاليتين، إلا أن الاستطلاع أظهر أن الناخبين يرون أن أزمة الإسكان هي القضية الأهم في الانتخابات المقبلة، متقدمة على ملفات مثل الهجرة والتغير المناخي، بينما صعد ملف الدفاع بقوة في قائمة أولويات الناخبين.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours