مقال رأي من صحيفة TROUW
بعد مرور 337 يوماً على تشكيلها، سقطت حكومة شوف الهولندية في مشهد سياسي متوتر، لتُطوى بذلك صفحة تجربة قصيرة وُصفت من قبل مراقبين بأنها كانت محفوفة بالمخاطر منذ انطلاقتها.
وقد جاء هذا الانهيار عقب انسحاب حزب الحرية (PVV) بقيادة السياسي المثير للجدل خيرت فيلدرز من الائتلاف الحاكم، مما تسبب في أزمة حكومية حتمية.
التحالف الذي ضم أحزاب VVD (الليبرالي)، NSC (الوسط المسيحي) وBBB (صوت المزارعين)، تعرض منذ تأسيسه لانتقادات واسعة بسبب إشراك حزب الحرية في السلطة التنفيذية، على الرغم من تاريخه في المعارضة الشعبوية والخطاب الإقصائي. وأشارت صحيفة Trouw الهولندية في افتتاحيتها إلى أن “رهْن السلطة لفيلدرز لمدة تقارب العام كان خطأ استراتيجيًا فادحًا”، معتبرة أن سقوط الحكومة هو بمثابة “نتيجة منطقية لتحالف غير مستقر”.
فيلدرز تحت وابل من الانتقادات
شخصية فيلدرز، المعروفة بتصريحاتها النارية ومواقفها المتطرفة، كانت مجددًا في قلب العاصفة. وقد وُجهت إليه انتقادات لاذعة من شركائه في الحكومة المنهارة، إذ وصفته كارولين فان دير بلاس، زعيمة حزب BBB، بأنه “تصرف بطريقة غير مسؤولة”، فيما اعتبرت مونا كايزر أن قراره “خيانة لهولندا”، ورأت ديلان يسيلغوز (زعيمة حزب VVD) أنه “تحرك بدافع المصلحة الشخصية والأنانية السياسية”.
مستقبل PVV: إلى الهامش مجددًا؟
يرى محللون أن ما حدث يعيد التأكيد على صعوبة إشراك PVV في الحكومات الهولندية، خاصة وأن الحزب نفسه يعتمد، بحسب الصحيفة، على “إثارة الاضطراب لا تقديم الحلول”. وأضافت الصحيفة أن فيلدرز حول حزبه إلى قوة برلمانية كبرى عبر استثمار التوترات، لكن “وجوده في قلب السلطة كشف هشاشة خطابه وعدم واقعيته السياسية”.
هل تتعلم الأحزاب من التجربة؟
يُشار إلى أن هناك تحالفات برلمانية كان من الممكن تشكيلها بعد انتخابات 2024 دون إشراك حزب الحرية، إلا أن VVD وNSC وBBB برروا دخولهم في هذا التحالف بالخوف من غضب الناخب. وقد أثارت هذه المبررات استياء واسعًا، لا سيما بعد أن تبين أن هذا المسار لم يكن حتميًا، وأن الحكومة التي شُكّلت لم تكن قابلة للاستمرار.
واختتمت الصحيفة تحليلها بدعوة واضحة إلى إعادة النظر في استراتيجية التعاون مع PVV، معتبرة أن “استبعاد حزب الحرية من أي ائتلاف مستقبلي هو الخيار الوحيد لضمان استقرار الحكم في البلاد”.
+ There are no comments
Add yours