تراجعت ثقة الناخبين في الحكومة الهولندية إلى مستوى قياسي منخفض، حيث لم يتبقَّ سوى 16% فقط من الناخبين لديهم ثقة في حكومة شوف الأولى (Schoof I). كما كشف استطلاع أجرته RTL Nieuws على أكثر من 23,000 مشارك أن نصف ناخبي حزب VVD الليبرالي يفضلون التحالف مع اليسار في المستقبل، عبر تشكيل حكومة وسطية مع حزبي الخضر-العمال (GroenLinks-PvdA)، بدلاً من التعاون مرة أخرى مع حزب الحرية (PVV) بزعامة خيرت فيلدرز.
انهيار سريع في شعبية الحكومة
عند تولي حكومة ديك شوف السلطة في صيف 2024، كانت تتمتع بثقة 37% من الناخبين، وهو معدل طبيعي لأي حكومة جديدة، لكنه الآن تراجع إلى أقل من النصف. أما بين ناخبي أحزاب الائتلاف الحاكم (PVV، VVD، NSC، BBB)، فقد كان لدى معظمهم ثقة كبيرة في الحكومة عند تشكيلها، إلا أن هذه النسبة تراجعت اليوم إلى 25% فقط.
يقول المحلل السياسي في RTL، خيس راديميكر: “يعتقد الناخبون أن الأحزاب تتشاجر وتتنازع فيما بينها بشكل مفرط. يفتقر الائتلاف إلى الوحدة، والعديد منهم يشعر بأن الإنجازات الفعلية ضئيلة، وهناك نقص في المعرفة والخبرة داخل الحكومة”.
ناخبو VVD يتخلون عن التحالف مع اليمين المتطرف
يبدو أن ناخبي حزب VVD لم يعودوا راضين عن هذا الائتلاف. يقول راديميكر: “يمكنني القول إن العديد من ناخبي VVD لديهم الآن تحفظات جدية بشأن هذه الحكومة. في العام الماضي، رأينا أغلبية كبيرة تفضل التعاون مع حزب فيلدرز، لكن يبدو أن ذلك قد تغير. الآن، إذا سألناهم عما إذا كانوا يفضلون العمل مع PVV أو GroenLinks-PvdA في الحكومة القادمة، فإن نصفهم يختار حزب تيمرمانس، بينما يختار خمسهم فقط حزب فيلدرز”.
ورغم هذا التراجع في دعم الحكومة، لا تزال زعيمة VVD، ديلان يشيلغوز تحظى بثقة ناخبيها بنسبة 78%، مما يجعلها الزعيمة الوحيدة في الائتلاف التي لم تفقد دعم قاعدتها الانتخابية.
تراجع غير مسبوق في شعبية فيلدرز
حتى خيرت فيلدرز، الذي ظل يتمتع بدعم شبه مطلق من ناخبيه لسنوات، لم يسلم من هذا التراجع. يوضح راديميكر: “لطالما حصل فيلدرز على نسبة تأييد قاربت 100% من ناخبيه، لكن منذ أكتوبر، بدأ هذا الرقم في الانخفاض. أولاً إلى 90%، والآن إلى 70% فقط. لم أرَ مثل هذا التراجع في شعبيته من قبل”.
يعزو الناخبون المنتقدون لفيلدرز هذا التراجع إلى فشله في تحقيق وعوده الانتخابية، إلى جانب مواجهاته الحادة مع الحكومة، وموقفه الإيجابي تجاه دونالد ترامب، فضلاً عن تردده في دعم الإنفاق العسكري والمساعدات لأوكرانيا.
تراجع شعبية زعماء الائتلاف وصعود قادة المعارضة
لم يقتصر التراجع على فيلدرز، بل فقدت كارولين فان دير بلاس، زعيمة حزب BBB، جزءًا كبيرًا من دعمها، حيث انخفضت نسبة الثقة بها من 85% في ديسمبر إلى 66% الآن. أما بيتر أومتزيخت، زعيم حزب NSC، فلم يعد يحظى سوى بثقة 23% من ناخبيه.
في المقابل، بدأ قادة المعارضة يحققون مكاسب كبيرة. حصل هنري بوتينبال، زعيم حزب CDA، على أعلى نسبة تأييد بين جميع الزعماء السياسيين، حيث يحظى بثقة 93% من ناخبيه. ويشير راديميكر إلى أن “حزب CDA يشهد انتعاشًا واضحًا، حيث بدأ يجذب ناخبين يمينيين تخلو عن BBB وNSC وPVV”.
كما ارتفعت شعبية فرانس تيمرمانس، زعيم حزب GroenLinks-PvdA، حيث يحظى الآن بثقة 72% من ناخبيه، بينما حصل روب يتن، زعيم حزب D66، على دعم 86% من الناخبين.
+ There are no comments
Add yours