شهد العام الماضي إصدار 20,172 تصريح عمل للمهاجرين العمال والطلاب العاملين من خارج الاتحاد الأوروبي في هولندا، مسجلاً زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة، وفقًا للأرقام التي حصلت عليها NU.nl. كما امتد هذا الارتفاع ليشمل طالبي اللجوء الذين يدخلون سوق العمل الهولندي.
وفقًا للوائح، يتعين على الشركات التي توظف أفرادًا من خارج الاتحاد الأوروبي الحصول على تصريح عمل من وكالة التأمينات الاجتماعية الهولندية (UWV). وقد ارتفعت تصاريح العمل للعمال غير الأوروبيين بأكثر من 12% مقارنة بعام 2023، وبنسبة 26% مقارنة بعام 2022، في ظل اتجاه تصاعدي مستمر منذ عام 2019.
الطلب على العمالة المهاجرة بسبب نقص الأيدي العاملة
تشمل هذه التصاريح العمال والطلاب العاملين من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مواطني بعض الدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المملكة المتحدة. وترى ليونتين تروير، المتخصصة في سوق العمل في رابوبنك، أن هذه الزيادة هي نتيجة مباشرة للنقص الحاد في العمالة.
وقالت تروير: “نحن نواجه سوق عمل ضيقة، وسيظل الوضع كذلك في السنوات القادمة، مما يحافظ على ارتفاع الطلب على العمالة المهاجرة.” وأشارت إلى أن معدل البطالة المنخفض في هولندا يترك عدداً محدوداً من العمال المحليين المتاحين لشغل الوظائف الشاغرة. كما تتوقع رابوبنك استمرار النمو الاقتصادي هذا العام والعام المقبل، مما سيعزز الطلب على القوى العاملة.
قفزة غير مسبوقة في تصاريح العمل لطالبي اللجوء
شهد عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في تصاريح العمل لطالبي اللجوء، حيث تم منح 9,281 تصريحًا، وهو أكثر من أربعة أضعاف العدد الصادر في العام السابق. وتعكس هذه القفزة تغييرات في اللوائح، إذ كان يُسمح لطالبي اللجوء سابقًا بالعمل لمدة 24 أسبوعًا فقط في السنة، ولكن تم إلغاء هذا القيد بقرار قضائي في أواخر عام 2023.
وقد أدت هذه التغييرات إلى زيادة كبيرة في اهتمام وكالات التوظيف المؤقتة وقطاعات الضيافة والتنظيف والزراعة بتوظيف طالبي اللجوء، رغم عدم وضوح وضعهم القانوني على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن أصحاب العمل غير مترددين، خاصة مع النقص الشديد في العمالة الذي يدفع الشركات إلى البحث عن عمالة من خارج القوى العاملة التقليدية.
دعم حكومي لتعزيز دمج اللاجئين في سوق العمل
يعمل UWV بالتعاون الوثيق مع الهيئة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) ورابطة البلديات الهولندية (VNG) لمساعدة طالبي اللجوء في العثور على وظائف مستدامة. وصرح متحدث باسم UWV: “العمل يمنح الأمل ويعزز الاندماج.”
أزمة نقص العمالة تتفاقم مع الشيخوخة السكانية
من جانبها، تؤكد رابطة أصحاب العمل (AWVN) أن النقص في القوى العاملة يمثل تحديًا رئيسيًا للشركات في هولندا. وقال متحدث باسمها: “من الصعب العثور على عدد كافٍ من الموظفين لتغطية حجم العمل المطلوب في البلاد، فالاحتياطي المحلي من العمالة محدود للغاية.”
ويُتوقع أن تؤدي الشيخوخة السكانية إلى تفاقم أزمة نقص العمالة، حيث يرتفع الطلب على الرعاية الصحية مع تقلص عدد الأشخاص القادرين على تقديمها. وأوضح المتحدث أن “هناك حاجة مستمرة إلى أيدٍ عاملة إضافية، كما أن العديد من الوافدين الجدد يُوظفون في وظائف تتطلب مهارات عالية، لا يتوفر لها عدد كافٍ من العمال المؤهلين محليًا.”
مع استمرار هذه التوجهات، يبدو أن العمالة المهاجرة وطالبي اللجوء سيصبحون جزءًا متزايد الأهمية في سوق العمل الهولندي خلال السنوات المقبلة.
+ There are no comments
Add yours