تراجعت وزيرة الهجرة واللجوء الهولندية، مارجولين فابر، عن تصريح مثير للجدل قالت فيه إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لم يُنتخب ديمقراطيًا”. جاء تراجعها بعد أن واجهت انتقادات حادة من زملائها في الحكومة، لا سيما من وزير الدفاع روب بريكيلمانس، خلال اجتماع مجلس الوزراء في كاتسهاوس اليوم.
أدلت فابر بتصريحها أثناء مقابلة مع مراسل تلفزيوني، حيث سُئلت عن موقفها من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف زيلينسكي بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات”، مستندًا إلى مزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بدت فابر وكأنها تتبنى موقف ترامب، مؤكدة أن زيلينسكي “ليس منتخبًا ديمقراطيًا”.
لكن موقفها كان متناقضًا مع الموقف الرسمي للحكومة الهولندية، حيث شدد رئيس الوزراء ديك شوف اليوم على أن هولندا تعتبر زيلينسكي رئيسًا منتخبًا ديمقراطيًا، وأن عدم إجراء الانتخابات في أوكرانيا حاليًا يرجع إلى ظروف الحرب.
بعد مواجهة انتقادات شديدة من وزير الدفاع بريكيلمانس، اضطرت فابر إلى تصحيح تصريحاتها في وقت لاحق، مؤكدة أنها لم تكن تقصد التشكيك في شرعية زيلينسكي، بل كانت تشير إلى تأجيل الانتخابات بسبب الحرب. كما أصدرت بيانًا مكتوبًا عبر متحدثها الرسمي، ثم نشرت توضيحًا عبر منصة “إكس”، قالت فيه: “لقد كان حديثي غير مكتمل، فالانتخابات تأجلت بسبب الحرب، وأؤكد أن من حق الأوكرانيين أنفسهم تحديد موعد الانتخابات المقبلة”.
أثارت تصريحات فابر استنكارًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الهولندية، بما في ذلك شركاؤها في الحكومة. ووصفت زعيمة حزب VVD، ديلان يسيلغوز، تصريحات فابر بأنها “نشر للدعاية الروسية في العلن”، معتبرة تراجعها عنها أمرًا ضروريًا. كما انتقد زعيم حزب NSC، بيتر أومتزيخت، قلة اطلاع فابر على تفاصيل الصراع الروسي الأوكراني.
أما أحزاب المعارضة، فقد اعتبرت تصريحاتها غير مقبولة، حيث دعت أحزاب مثل D66، وتحالف الخضر-العمال، والاتحاد المسيحي، إلى مناقشة الأمر في البرلمان. وطالب زعيم حزب D66، روب يتن، بمساءلة الحكومة حول استمرار فابر في منصبها، متسائلًا: “إلى متى سيظل وجودها في الحكومة مقبولًا لدى حزبي VVD وNSC؟”.
في ظل هذه العاصفة السياسية، يبدو أن رئيس الوزراء شوف سيواجه أسئلة محرجة الأسبوع المقبل حول موقف حكومته من تصريحات فابر، وسيتعين عليه احتواء الأزمة للحفاظ على موقف هولندا الثابت في دعم أوكرانيا.
+ There are no comments
Add yours