كشف خبراء اقتصاديون في بنك ABN Amro أن الأسر الهولندية تدفع الآن ما يقرب من 25% أكثر على تكاليف الطاقة مقارنة بما كانت عليه قبل سبع إلى ثماني سنوات. ولا يتوقع الخبراء أن تنخفض تكاليف الغاز والكهرباء بشكل كبير في المستقبل القريب.
توقعات بقاء الأسعار مرتفعة
وأوضح المحللون في تقرير نُشر يوم الأربعاء: “بالنظر إلى المستقبل، يبدو أن حدوث انخفاض حاد في تكاليف الطاقة المنزلية أمر غير مرجح. تشير التقديرات إلى أن أسعار الغاز ستشهد انخفاضًا طفيفًا فقط في عامي 2025 و2026. ومن منظور تاريخي، ستظل أسعار الطاقة مرتفعة. وأي انخفاض في تكاليف الطاقة المنزلية سيعتمد بشكل أساسي على تقليل الاستهلاك”.
أزمة الطاقة وتأثيرها على الأسعار
شهدت فواتير الطاقة ارتفاعًا حادًا خلال العامين الماضيين، بعد أزمة الطاقة التي اندلعت في عام 2022 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وإغلاق إمدادات الغاز من روسيا. وعلى عكس ذلك، كانت تكاليف الطاقة ثابتة نسبيًا في السنوات السابقة.
ووفقًا للبيانات، شهدت أزمة الطاقة نفسها تقلبات كبيرة في الأسعار. ففي عام 2022، قدمت الحكومة الهولندية تعويضًا للطاقة لجميع الأسر في شهري نوفمبر وديسمبر، مما أدى إلى تخفيض 380 يورو من التكاليف. ونتيجة لذلك، انخفضت تكاليف الطاقة للأسرة المتوسطة بحوالي 19% خلال عام 2022.
المستأجرون أكثر تأثرًا من أصحاب المنازل
أظهرت الحسابات أن تكاليف الطاقة للمستأجرين ارتفعت أكثر من تلك الخاصة بأصحاب المنازل. ويرجع ذلك إلى أن المستأجرين لديهم خيارات محدودة لتوفير الطاقة، مثل إطفاء التدفئة، بينما يمكن لأصحاب المنازل الاستثمار في تحسينات موفرة للطاقة، مثل العزل أو تركيب الألواح الشمسية.
ورغم ذلك، أشار الاقتصاديون إلى أن المستأجرين عمومًا لديهم فواتير طاقة أقل من أصحاب المنازل، مما جعلهم يستفيدون أكثر من تعويض الحكومة في 2022، حيث غطت 380 يورو جزءًا أكبر من فواتيرهم مقارنة بأصحاب المنازل.
في ظل هذه الظروف، لا يتوقع أن تنخفض تكاليف الطاقة بشكل كبير قريبًا، مما يعني أن الأسر الهولندية ستظل تتحمل أعباء مالية مرتفعة ما لم تلجأ إلى تقليل استهلاكها للطاقة.
+ There are no comments
Add yours