تتزايد أعداد البلديات الهولندية التي تؤجل أو تلغي خطط إنشاء مراكز إيواء لطالبي اللجوء، وذلك بسبب المعارضة القوية من السكان المحليين. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “دي تليغراف”، فقد أوقفت 20 بلدية على الأقل مشاريع مراكز اللجوء التي كانت قد أعلنت عنها في الأشهر الأخيرة.
التزام قانوني تحت تهديد التأجيل
يلزم قانون توزيع طالبي اللجوء جميع البلديات بتوفير مراكز إيواء لما مجموعه 96,000 طالب لجوء بحلول الأول من يوليو. وعلى الرغم من تعهد حكومة شوف الأولى بإلغاء هذا القانون، إلا أن ذلك لم يحدث بعد، ووزيرة اللجوء مارجولين فابر لا تزال تطبقه في الوقت الحالي.
ما سيحدث إذا لم تلتزم البلديات بالموعد النهائي لا يزال غير واضح، إذ ينص القانون على أن الحكومة ستتدخل لإنشاء المراكز بنفسها، لكن الحكومة الحالية تعارض فرض مراكز اللجوء بالقوة.
الرفض الشعبي يعطل المشاريع
خلال الأشهر الماضية، عملت العديد من البلديات على فتح مراكز لجوء، لكنها لم تأخذ بعين الاعتبار حجم المعارضة الشعبية. وأشارت الصحيفة إلى أن 20 بلدية على الأقل، من هيرنفين إلى زفوله، ومن أولديبروك إلى بيناكير، اضطرت إلى تأجيل أو إلغاء خطط مراكز اللجوء التي سبق الإعلان عنها.
أسباب الإلغاء: معارضة السكان والمشاكل اللوجستية
في بعض الحالات، رفضت وكالة استقبال اللاجئين (COA) المواقع المقترحة لعدم ملاءمتها، بينما في حالات أخرى، أثارت المقاطعات مشاكل لوجستية. لكن في العديد من الحالات، كانت الاحتجاجات الشعبية هي التي دفعت المجالس البلدية إلى رفض المشاريع بالكامل.
على سبيل المثال، ألغت بلدية “رينن” (Rhenen) مشروع إنشاء مركز لجوء في منطقة غابات قرب إلست، والذي كان من المفترض أن يستوعب 200 طالب لجوء، بسبب الاحتجاجات المحلية.
وقال يان شيفر، أحد سكان إلست:
“لقد تفاجأنا تمامًا، لم يكن هناك أي تشاور مسبق. فجأة تلقينا خطابًا يتضمن خطة مفصلة. والخطة كانت سيئة أصلًا: 200 شخص في موقع ناءٍ دون رقابة اجتماعية، هذا كارثي. لم يتم بناء منازل هنا منذ سنوات، وفجأة يمكن بناء مركز لجوء بسرعة؟ طبيعي أن نغضب.”
قام شيفر والعشرات من السكان بجمع 2800 توقيع ضد المشروع، وهو ما يعادل 80% من البالغين في إلست، وفقًا له. ونتيجة لذلك، قرر المجلس البلدي في رينن بالإجماع إلغاء المشروع.
وفي بلدية ديورني (Deurne)، تم إلغاء مشروع مركز اللجوء الأسبوع الماضي بعد معارضة شرسة من السكان. وكان رجل أعمال قد عرض أرضه لاستضافة المركز، لكنه تراجع فجأة بعد تعرضه لضغوط من السكان المحليين، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن البلدية.
“نجاحات” للسكان وانتكاسات لوكالة اللجوء
يعتبر السكان المعارضون لهذه المشاريع أن إلغاؤها انتصار كبير، لكن بالنسبة لوكالة COA، فإنها تمثل انتكاسات خطيرة. فقد عانت الوكالة لسنوات من الاكتظاظ في مراكز الإيواء، ما دفعها في بداية هذا العام إلى إيواء أكثر من 10,000 طالب لجوء في فنادق باهظة التكاليف بسبب عدم توفر مراكز كافية، وفقًا لما أكده متحدث باسمها للصحيفة.
+ There are no comments
Add yours