“فضيحة في قطاع الصحة الهولندي… مئات العاملين بشهادات مزورة يهددون حياة المرضى”

كشف تحقيق أجرته شبكة RTL Nieuws أن مئات العاملين في قطاع الرعاية الصحية في هولندا يواجهون زملاء يعملون بشهادات مزورة دون أي تدريب مهني حقيقي، مما يثير مخاوف جدية بشأن الإهمال والخروقات المحتملة للقانون. ووصف العاملون مشاهدتهم لزملاء غير مؤهلين، معظمهم عمال مؤقتون أو متعاقدون مستقلون، يعتمدون على مقاطع فيديو تعليمية عبر الإنترنت لتعلم إجراءات طبية أساسية مثل تركيب القسطرة.

الوضع المتفاقم أثناء مناوبات الليل
تحدثت التحقيقات عن أن هذه الحوادث تحدث بشكل متكرر أثناء مناوبات الليل، حيث تعاني المرافق من نقص حاد في الموظفين. وأفاد موظفون دائمون بأن بعض العمال المؤقتين يظهرون اهتمامًا أكبر بجني الأموال بسرعة على حساب تقديم رعاية جيدة للمرضى. ونتيجة لذلك، تطالب النقابات العمالية التي تمثل العاملين في القطاع الصحي باتخاذ إجراءات عاجلة من قبل أصحاب العمل للتحقق من المؤهلات ومنع الأفراد غير المؤهلين من الوصول إلى المرضى.

الأجور العالية تزيد من خطورة الاحتيال
في ظل نقص العمالة المستمر، يتمكن العاملون المستقلون من تحقيق دخل يصل إلى 12,000 يورو شهريًا عبر العمل في مرافق مختلفة، دون اعتبار لرفاهيتهم أو للمعايير المهنية. غالبًا ما يعمل هؤلاء الأفراد مناوبات مزدوجة مع فترات استراحة قصيرة بين العمل الليلي والنهاري، وأحيانًا يستمرون في العمل لمدة تصل إلى سبعة أيام متتالية، مما يؤدي إلى عواقب خطيرة مثل ارتكاب الأخطاء المهنية أو النوم أثناء العمل.

نتائج التحقيق
في نوفمبر الماضي، أفادت الشرطة بأن الأجور المرتفعة للغاية أدت إلى زيادة “مقلقة” في حالات الاحتيال بين العاملين في قطاع الصحة. هذا دفع شبكة RTL Nieuws بالتعاون مع نقابات العمال FNV وNU’91 إلى إجراء استبيان شمل أكثر من 2,800 مشارك.

  • 643 موظفًا أكدوا وجود زملاء يعملون بشهادات مزورة.
  • 607 مشاركين قالوا إن ذلك احتمال وارد للغاية.
  • 17% يعرفون زميلاً يعمل بشهادة مزورة، بينما يشتبه 19% بحدوث ذلك.

أفاد أحد العاملين في دار رعاية قائلاً:
“أثناء تركيب قسطرة، كان المريض يعاني من ألم شديد، ورأيت الدم يتدفق، وكان العامل يفتقر إلى أي تدريب مهني.”

مشكلات قانونية وأخلاقية

  • 10% يعرفون زميلاً يعمل دون التسجيل المطلوب في السجل الوطني للمهن الصحية (BIG).
  • 9% يعرفون زميلاً يعمل بدون شهادة حسن السيرة والسلوك اللازمة.

وقالت إحدى العاملات في قطاع رعاية ذوي الإعاقات:
“تظهر مواقف خطيرة بسبب نقص تدريب العاملين. على سبيل المثال، أحد المقيمين أخذ سكينًا من المطبخ وحاول طعن شخص آخر.”

غياب الرقابة
أعربت رئيسة نقابة NU’91، فيمك ميريل فان كوتين، عن قلقها البالغ من ارتفاع الأعداد، قائلة:
“هذه أرقام مقلقة للغاية، خاصة وأن هؤلاء المرضى والعملاء هم الأكثر عرضة للخطر، وغالبًا لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو التنبه لما يحدث.”

من جهتها، انتقدت قائدة نقابة FNV، سعيدة يوسف، ضعف عمليات الفحص والتحقق من قبل أصحاب العمل:
“من غير المفهوم كيف يمكن أن يحدث هذا في عام 2024 تحت أعيننا دون وجود سيطرة حقيقية. هذا الوضع لا يشكل خطرًا على المرضى فقط، بل يضع الموظفين في مواقف صعبة وغير آمنة.”

الحاجة إلى إصلاحات عاجلة
تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الماسة إلى إصلاحات شاملة في قطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك تعزيز عمليات التدقيق والتحقق من المؤهلات، وتوفير بيئة عمل تدعم سلامة المرضى والموظفين على حد سواء.

Please follow and like us:

+ There are no comments

Add yours