اقامت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري فعالية في لاهاي بمملكة هولندا بحضور دولي للناشطين والحقوقيين والإعلاميين تناولت فيها الانتهاكات في اليمن حيث أصدرت في الفعالية تقريرين حقوقيين عن التمييز العنصري والمحكمة الجزائية واحكام الإعدام تلا التقريرين رئيس منظمة إرادة عميد المختطفين والأسرى اليمنيين في سجون الحوثيين قال فيها :
عانى اليمن من صراعات داخلية طويلة، أبرزها حركة التمرد الحوثية التي ظهرت في 2004 كحركة متمردة على الدولة اليمنية مدعومة من الحرس الثوري في إيران، وتسببت في ستة حروب أدت لمقتل أكثر من مائة الف يمني. و في العام 2014، اجتاح الحوثيون المحافظات بدايةً من إسقاط محافظة صعدة ثم عمران وحتى وصولهم إلى العاصمة صنعاء في نكبة 21 سبتمبر 2014 ، حيث اسقط الحوثيون مؤسسات الدولة واجتاحوا باقي المحافظات وصولاً الى عدن مما أدى إلى فراغ قانوني ودمار في مؤسسات الدولة وارتكب الحوثيون انتهاكات مروعة بحق المدنيين . وعلى مدار عشر سنوات من عمر الحرب ، استخدام الحوثيين القوة المفرطة ، و ارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث تم تهجير أكثر من 4 ملايين ونصف المليون مدني، وزجوا بعشرات الألاف من المدنيين الى المعتقلات والسجون السرية و تعرض المختطفون للتعذيب والإخفاء القسري. والذي أدى لوفاة أكثر من 400 مختطف و أصيب آخرين بإعاقات دائمة نتيجة التعذيب المروع .ومارس الحوثيون سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري وبلغت أعداد القتلى إلى زهاء نصف مليون يمني وعانى المدنيون الانتهاكات في كل جوانب الحياة مما أدى إلى تفشي الجهل والفقر نتيجة تعطيل التعليم وسرقة الموارد وتعطلت القيم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين .ونتطرق اليوم في هذا التقرير الى جانب من الانتهاكات وهو (( التمييز العنصري )) : تنص المادة ال ( 2 ) من الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها على أن عبارة “جريمة الفصل العنصري” تنطبق على الأفعال اللاإنسانية المرتكبة لغرض إقامة وإدامة هيمنة فئة عنصرية ما على أية فئة عنصرية أخرى، مثل القتل، و التعذيب، و فرض ظروف معيشية قاسية انقسم التمييز العنصري الى اقسام ومسميات
1 / التمييز العنصري الداخلي بين المواطنين اليمنيين وبين المواطنين وسلالة الحوثيين حيث مارس الحوثيون فيه سياسات الفصل العنصري والطبقية بين المواطنين، كما مارسه أباءهم من قبل مما عزز هيمنة الحوثيين وعمّق الانقسامات بين أبناء المجتمع. ومن هذه المسميات العنصرية: تقسيم المجتمع إلى فئات وفق المهن (مثل جزار، حداد، مزين) ووصم أصحاب الحرف بالدونية ( مزاينة ) وتسبب هذا التمييز في آثار سيئة : حيث يتم منع زواج الحرفيين من أبناء القبائل كما ان أبناء القبائل لا يتزوجون منهم . وتم حرمان الحرفيين من المساواة في الحقوق والتقدير في المجتمع .لقد أبرزنا في التقرير حالات موثقة لطرد ونفي أشخاص من أبناء القبائل بسبب زواجهم من بنات الحرفيين.
2 / التمييز بين العرقية الحوثية وباقي اليمنيين: و أساس هذا التمييز: ادعاء الحوثيين أنهم من عرقية “شريفة مقدسة ” ترتبط بآل البيت النبوي ، مما يبرر في نظرهم استحقاقهم للسلطة واحتقارهم لبقية الشعب. ومن مظاهر هذه العنصرية: فرض الحوثيون “الخُمس” و دفع زكاة إضافية على القبائل دون وجه حق. وقاموا باحتكار جميع السلطات ، وكرسوا منع زواج القبائل من بنات “الهاشميين”، مع إجازة زواج الهاشميين من بنات القبائل .لترسيخهم نظرة دونية لأبناء القبائل
3/ التمييز ضد ذوي البشرة السمراء (“المهمشين”):ويطلقون عليهم مسمى ” أخدام ” و تم حرمانهم من الحقوق الأساسية وقام الحوثيون بتسميتهم ب ( أحفاد بلال ) وقاموا باستغلالهم في القتال عبر الخداع أو الإكراه وقام الحوثيون إخضاعهم لدورات طائفية قبل إرسالهم إلى جبهات القتال و استرخصوا أرواحهم وزج الحوثيون بالآلاف منهم، بمن فيهم الأطفال، في معارك خطرة .لقد أوردنا في التقرير شواهد على قتل الحوثيين لمن رفض التجنيد والقتال من المهمشين كما تم اعتقال معارضين منهم و تم توثيق مقتل 143 مهمشاً في مديريات الحديدة وحدها بين يونيو وسبتمبر من أيام المواجهات في 2020.وتضمن التقرير شرح عن المبادئ الإنسانية في المساواة: نص الدستور اليمني في المادة (41) المواطنـون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبـات العامـة.كما نص في المادة (42) بأن لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتكفل الدولة حرية الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير في حـدود القانـون. ووقعت الجمهورية اليمنية على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واعتمدت نص المادة 26 من العهد الدولي الخاص بالحقوق والحريات والذي نص : على أن الناس جميعاً سواء أمام القانون ويتمتعون دون أي تمييز بحق متساوٍ في التمتع بحمايته.
إن عدم المساواة بين البشر تنال من كرامة الإنسان ، وتقوّض من التمتع بحقوق الإنسان وحق العيش المشترك في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتساهم بحد كبير في قمع مجتمعات محلية و تهميشها ، وتساهم في استبعاد الأقليات والفئات المهمشة الأخرى التي أتت بها العنصرية والأخطر من ذلك كلّه هو أنّها تنطوي على الظلم، وتنعكس عواقب وخيمة على الناس والمجتمعات المحلية- إن التمييز العنصري ينتهك الكرامة الإنسانية ويقوّض حقوق الإنسان، ويؤدي إلى تهميش الفئات الضعيفة.
_ الفصل العنصري ضد المهاجرين وسياسات التمييز العنصري القاتلة: الهجرة إلى اليمن: يتدفق آلاف المهاجرين سنوياً من إفريقيا إلى اليمن عبر طرق خطرة، ويتعرضون لمخاطر الغرق، الجوع، المرض، والاعتقال. و يعبرون مسافات طويلة سيراً على الأقدام في ظروف قاسية للوصول إلى مناطق حدودية مع السعودية. انتهاكات الحوثيين ضد المهاجرين الافارقة : يقوم الحوثيون باحتجاز المهاجرين ويفرضون عليهم إتاوات، ( فدية مرورهم من صعدة الى الحدود السعودية ) ومن يعجز عن الدفع يتعرض للتعذيب أو التجنيد الإجباري. و يقوم الحوثيون باستغلال النساء والأطفال في عمليات اغتصاب وانتهاكات مروعة. و تمارس المليشيات الحوثية جرائم استغلال المهاجرين في القتال وتهريب الأسلحة والمخدرات.
_ محرقة المهاجرين بصنعاء في 7 مارس 2021 : والتي كان سببها امتناع الافارقة الاثيوبيين عن التجنيد في صفوف الحوثيين وامتناع دفعهم لمبالغ مالية واتاوات قام الحوثيون باحتجازهم وعند مطالبة المحتجزين الاثيوبيين بتحسين أوضاعهم في السجن واحتجاجهم بالإضراب تعرّض مركز احتجازهم في صنعاء والذي يضم حوالي 800 محتجز من مجموع هناجر تضم زهاء 2000 معتقل من الجنسية الاثيوبية الاروموا لحريق متعمد من قبل الحوثيين بإحراق مكان الاعتقال بالبنزين والقاء القنابل التي أدت إلى وفاة 64 مهاجراً على الفور حسب إحصائيات الحوثيين وإصابة 203 آخرين، في ظل ظروف احتجاز سيئة بينما الواقع يقول ان هناك المئات ممن قضوا حرقا حتى الموت .شاهدوا جميع التفاصيل في التقرير الصادر تلا ذلك محاولات لطمس معالم الجريمة عبر ترحيل المهاجرين قسراً دون تنسيق مع المنظمات الدولية. لقد طالبنا في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري بضرورة محاسبة الحوثيين على الجرائم المرتكبة بحق المهاجرين الأفارقة. حيث أن التمييز العنصري واستغلال البشر للقتال والعبودية يعدّ انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، ويتطلب تحقيقاً دولياً عاجلاً لضمان العدالة. ان انتهاكات الحوثيين بحق المهاجرين الأفارقة مخالف لجميع القوانين او المعاهدات الدولية، بما في ذلك معاهدة منع الفصل العنصري، و اتفاقية اللاجئين (1951)، و البروتوكول الإضافي (1967) ، واتفاقية منع الإبادة الجماعية. لقد اوردنا في التقرير اليوم انه يوجد باليمن قرابة 200000 من المهاجرين الأفارقة وأوردنا دور جهاز المخابرات الحوثية مع اللاجئين الأفارقة كمصدر للتربح والتجنيد القسري، و التنسيق مع المهربين للسيطرة على المهاجرين داخل مخيمات محافظة صعدة.
_ لقد قام الحوثيون بإجبار الرافضين للتجنيد على الخضوع لدورات طائفية تمهيداً لتجنيدهم . اما من يرفض الدورات الطائفية والتجنيد فمصيرهم مراكز احتجاز يتعرضون فيها لانتهاكات جسدية ونفسية جسيمة . و تحتجز الميليشيات الحوثية عشرات الآلاف من المهاجرين الافارقة معظمهم من النساء والأطفال، وتفرض إتاوات مالية لعبورهم الحدود . و يتم استغلال الشباب الغير قادرين على دفع الإتاوات لنقل المخدرات والأسلحة عبر طرق التهريب الوعرة الى داخل الأراضي السعودية ، مما يؤدي إلى موت العديد منهم بسبب الجوع أو المرض ويقوم الحوثيون في بعض الأوقات بعمليات القتل للحفاظ على سرية عمليات التهريب .فصل عنصري :
حيث يتم تقسيم المهاجرين من ذوي البشرة السمراء وفق أصولهم العرقية بين مخيمات غير رسمية تحت إشراف الأمن الوقائي الحوثي. الاعتداء على الحق في الحياة:
تعرض المهاجرون الافارقة في مستشفيات محافظة صعدة للإهمال الطبي وعاملتهم مليشيات الحوثي بعنصرية، وتركوا المصابين يموتون دون علاج وتم تسجيل حالات قتل متعمد بحق الجرحى، مع تهديد الأطباء الذين حاولوا مساعدة الضحايا.
_ استخدم الحوثيون المهاجرين لتحقيق مكاسب سياسية ، مدعين أن القوات السعودية مسؤولة عن مقتلهم في صبيحة يوم الخميس ال 16 من ابريل للعام 2020 شن الحوثيون هجوما وحشياً على زهاء 2300 مهاجر افريقي في قرية الغار وكان قوام الهجوم 40 سيارة نوع لاند كروزر ( اطقم مسلحة ) المهاجرون الناجون أكدوا وحشية الحوثيين، في منطقة الغار ثم منطقة الرقو بعد ان قام الحوثيون بتهجير الالاف ودمر الحوثيون اكثر من 300 مخيم ، واطلقوا عليهم قذائف ال RBG وقذائف مدافع ال B10 والاعيرة النارية بغزارة و قتلوا 132 مهاجراً وأجبروا الآلاف على الفرار تحت تهديد السلاح. ودفعوا بالمهاجرين باتجاه الأراضي السعودية بينما استقبلتهم قوات حرس الحدود السعودي بإنسانية وقدمت المساعدة الطبية والغذائية، ثم قامت بترحيلهم إلى إثيوبيا. في 2021، فجر الحوثيون سوق الرقو وتم ارتكاب مجازر بحق المهاجرين، مدعين أنه مركز للمخدرات. ووثقت جرائم اغتصاب، وقتل للأطفال والنساء، ونهب أموال المهاجرين. وتطرق التقرير للعمل الدؤوب لدى الحوثيين بحفر الأنفاق في الحدود اليمنية السعودية والعمل على تهريب السلاح والمخدرات، و بإشراف إيراني المزاعم الإعلامية والجرائم ضد الإنسانية .
مزاعم الحوثيين عن قتل المهاجرين الأفارقة من قبل السعودية غير صحيحة، وهي محض افتراء المراد به الكيل الإعلامي حيث ارتكب الحوثيون عدد من المجازر اوردنا في هذا التقارير شواهد وروابط فيديوهات في موقع المنظمة وكذلك احداثيات للمقابر التي تم دفن المهاجرين بها اننا نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بمحاسبة الحوثيين على جرائمهم التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية، بقيادة عبد الملك الحوثي وقادته العسكريين. واوردنا في التقرير توصيات نلخصها في الاتي تستطيعون العودة لتناول التقارير بكامله في موقع المنظمة :
_ يجب على المجتمع الدولي إرسال فريق لتقصي الحقائق في مناطق الحوثيين ومحاسبة المسؤولين عن قتل وتهجير المهاجرين الأفارقة، والتحقيق في جرائم التهجير القسري .
_ على الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان فتح تحقيقات في هذه الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي وتمارس فيها سياسة التعتيم .
_ نطالب السلطات الإثيوبية بمحاسبة الحوثيين على انتهاكاتهم ضد مواطنيها والتعاون مع السعوديين لتنظيم عودة المهاجرين الإثيوبيين المحتجزين .
_ يجب على السعودية توخي الحذر على الحدود، وعدم استخدام القوة ضد المهاجرين الغير مسلحين، وتوفير مراكز احتجاز وفق المعايير الدولية ولهم الحق في حماية حدودهم من تهريب المخدرات والأسلحة كما هو الحق لكل دول العالم على الحكومة اليمنية تحسين مراكز الاحتجاز وفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وضمان رعاية الأطفال المحتجزين، ومراقبة العاملين.
_ يجب السماح لمفوضية اللاجئين بالوصول إلى مراكز الاحتجاز دون قيود وتقديم المساعدة لهم ومنح فرصة للمهاجرين بتقديم طلبات اللجوء او الطعن في ترحيلهم القسري
خاتمــــــــــة:
لقد قطعت منظمة إرادة عهدا على مواصلة العمل لمناصرة الضحايا حقوقيا واعلاميا وإنسانيا ، وهذا المسار هو المسار الذي ا نشأت منظمة إرادة عليه وكون المؤسسين من الضحايا انفسهم سيستمر العمل ان شاء الله بدون كلل او ملل انطلاقا من الواجب الإنساني الذي نستشعره.
_ سنستمر في منظمة إرادة في عمل الرصد والتوثيق والوقوف بجانب أهالي المختطفين دون كلل أو ملل انطلاقا من واجبنا الإنساني سنواصل العمل بمهنية وشفافية بعيدا عن العمل من اجل المال, او القبول بالاستجابةُ لأي ضغوط قد تحصل من أي جهات محلية او دولية.
يهمنا تحقيق الكرامة الإنسانية ونيل جميع الضحايا حريتهم وكامل حقوقهم المشروعة و المكفولة في الدستور اليمني وجميع قوانين الأمم المتحدة
_ و قد استمع الحاضرون في الفعالية للصحفي الأمريكي كيسي كولومبس حيث أدلى بشهادته على سجون الحوثي واعمالهم الغير إنسانية وتطرق لما تعرض له الشيخ جمال المعمري من تعذيب في سجن صرف شرق صنعاء والذي يشبه سجن صيدنايا في سوريا وشكر مساعي رئيس منظمة إرادة على ما يقوم به في فضح جرائم المليشيات الحوثية كما تطرق سفير اليمن في اليونسكو الدكتور محمد جميح لما يقوم به الحوثيون من جرائم يندى لها الجبين وتطرق للتدخل الدولي الذي حال بين قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وبين تحرير الحديدة وان المجتمع الدولي اليوم يعاني جراء ذلك القرصنة من الحوثيين وتطرق للسجون السرية وما يعانيه الاف المختطفين والمخفيين قسرا ونكوث الحوثيون عن التفاهمات منذ سنوات لإطلاق الكل مقابل الكل كما شكر رئيس المنظمة على الجهود المبذولة محليا ودوليا في الدفاع عن المختطفين والمخفيين قسرا في معتقلات الحوثي وختمت الفعالية بالنشيد الوطني
صادر بتاريخ السبت 21|12|2024_ لاهاي _ مملكة هولندا
+ There are no comments
Add yours