في مدينة أمستردام ، شهدت دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية (IND) يوم أمس وقفة احتجاجية نظّمتها مجموعة من النساء اليمنيات، مصطحبات أطفالهن، للتعبير عن رفضهن للقرارات المجحفة التي يواجهها اللاجئون اليمنيون في هولندا.
جاء هذا التحرك في ظل تزايد الرفض لطلبات اللجوء، تعقيد إجراءات لمّ الشمل، والتجاهل المستمر لحقيقة أن اليمن بلد غير آمن.
رغم الطقس البارد والرياح القوية، احتشدت النساء أمام مبنى IND، ووقفن بثبات حاملات لافتات مكتوبة تندد بالسياسات المتبعة ضد اليمنيين وتوضح أن “كل شبر في اليمن غير آمن”.
كانت المشاعر واضحة على وجوه المشاركات، فهنّ لم يأتين من أجل الاحتجاج فقط، بل لإيصال رسالة واضحة بأن الوضع الحالي غير مقبول، وأن معاناة اليمنيين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
الوقفة جاءت بتنظيم من الأخت سميرة حسين، التي لعبت دوراً رئيسياً في الحشد والتنظيم، حيث تمكنت من جمع عدد من النساء اليمنيات اللواتي شاركن بإصرار في هذا التحرك، تأكيداً على أن المرأة اليمنية ليست بعيدة عن قضايا مجتمعها، بل هي في مقدمة الصفوف عند الحاجة.
كما ساهم الأخ محمد المسعودي في تسهيل الإجراءات القانونية للوقفة، حيث قام باستخراج التصريح الرسمي، ما سمح بتنظيمها بشكل قانوني ومنظم، رغم التحديات والانشغالات الحياتية.
خلال الوقفة، رفعت المشاركات شعارات تعبّر عن رفضهن للقرارات الصادرة من IND، والتي تستند إلى تقارير غير دقيقة حول الوضع الأمني في اليمن. وقد أكدن أن هذه السياسات تسببت في معاناة كبيرة للعائلات اليمنية، حيث يعيش الكثيرون في حالة من القلق وعدم الاستقرار نتيجة الرفض المتكرر لطلبات اللجوء، حتى للأطفال الذين ولدوا في هولندا.
لم تقتصر الوقفة على رفع اللافتات والهتافات، بل تم تحقيق خطوة مهمة تمثلت في تحديد موعد رسمي معIND لتسليم رسالة احتجاج رسمية، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً يُحسب للنساء اليمنيات اللواتي نظمن هذه الفعالية.
فهذا التحرك لم يكن مجرد تجمع عابر، بل خطوة مدروسة تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة، من خلال توثيق المطالب وتقديمها بشكل رسمي، ما يعزز فرص مناقشتها وإعادة النظر في القرارات المتخذة بحق اللاجئين اليمنيين.
انتهت الوقفة بعد ساعات من الصمود أمام مبنى IND، لكن الرسالة التي حملتها لن تتوقف عند هذا الحد، فقد أثبتت هذه المبادرة أن الحقوق لا تُنتزع إلا بالمطالبة المستمرة، وأن التحرك الجماعي هو السبيل الوحيد لإحداث تغيير حقيقي، فالجهود القانونية، اللقاءات مع السياسيين، والوقفات الاحتجاجية هي جميعها أدوات يجب أن تستمر حتى يتم تحقيق العدالة لكل يمني في هولندا.
موقع هولندا عربية يؤكد دعمه الكامل لكل يمني يسعى لإيصال صوته والدفاع عن حقوقه، ويشيد بالجهود العظيمة التي بذلتها النساء في هذه الوقفة.
لقد كان حضورهن مؤثراً، ووقفتهن رسالة واضحة بأن المرأة اليمنية قادرة على إحداث فرق، وأن وقفتهن أمام IND كانت وقفة بألف رجل.
نساء اليمن في هولندا وقفة بألف رجل .. صوت الحق يعلو أمام IND

+ There are no comments
Add yours