هولندا عربية – لاهاي
كشفت مصادر خاصة داخل عدد من الأحزاب اليسارية الهولندية لموقع هولندا عربية أن تلك الأحزاب بدأت فعلياً استعداداتها السياسية واللوجستية لمرحلة ما بعد سقوط الحكومة الحالية، في ظل التوترات المتصاعدة والخلافات العميقة داخل الائتلاف الحاكم بقيادة اليمين المتطرف.
وبحسب المصادر، فإن إمكانية انهيار الحكومة باتت مسألة وقت، بعد أن بلغت الخلافات بين مكونات الائتلاف الحاكم — حزب الحرية (PVV)، وحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، والعقد الاجتماعي الجديد (NSC)، ذروتها، خصوصاً عقب تقديم زعيم PVV خيرت فيلدرز خطته المثيرة للجدل المكونة من عشر نقاط خلال مؤتمر صحفي عقده قبل أيام.
الخطة التي تضمنت مقترحات صارمة لتشديد سياسات اللجوء، من بينها وقف تام لاستقبال طالبي اللجوء واستخدام الجيش لتأمين الحدود، قوبلت برفض علني من حليفيه في الائتلاف VVD وNSC، حيث اعتبرتها قيادات من الحزبين غير قابلة للتطبيق وتهدد تماسك الاتفاق الحكومي.
وقالت زعيمة VVD، ديليان ييسلغوز، في تصريحات للصحافة إنها “ليست بصدد التفاوض” على خطة جديدة، فيما أبدت زعيمة NSC استغرابها من إعلان المقترحات دون مشاورات مسبقة، محذّرة من أن أي تغيير في الاتفاق الحكومي سيتطلب “مراجعة دقيقة لموقف الحزب”.
المصادر التي تحدثت إلى هولندا عربية رجّحت أن يقدم حزب PVV خلال الأسابيع المقبلة على انسحاب من الحكومة، في حال عدم استجابة باقي مكونات الائتلاف لمطالبه ،وهو ما قد يفضي إلى أزمة سياسية حادة وربما انتخابات مبكرة، في ظل فشل الأطراف في التوافق على نهج مشترك لإدارة ملف اللجوء والمهاجرين.
وأكدت تلك المصادر أن أحزاب اليسار، بما في ذلك حزب العمال (PvdA) والخضر (GroenLinks)، بدأت بتشكيل لجان عمل داخلية لمناقشة سيناريوهات المرحلة المقبلة، بما فيها التحالفات الممكنة ومحاولة استعادة المبادرة السياسية بعد أشهر من الغياب عن دائرة صنع القرار.
وتسود حالة من الترقب والقلق في الشارع السياسي الهولندي، وسط مؤشرات على أن حكومة اليمين المتطرف قد لا تتمكن من تجاوز هذه الأزمة، خاصة بعد التصريحات النارية المتبادلة بين وزراء فيلدرز وشركائه في الحكومة، والتي كشفت عن هشاشة التماسك داخل التحالف الرباعي.
وتُعد هذه الحكومة واحدة من أكثر الحكومات جدلاً في تاريخ هولندا السياسي الحديث، خصوصاً بعد دخول حزب PVV المعادي للهجرة والإسلام في السلطة لأول مرة، ما أثار مخاوف واسعة محلياً ودولياً من انعكاسات سياساته على حقوق الإنسان واللاجئين والمهاجرين.
+ There are no comments
Add yours